قوله ـ تعالى ـ : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً ، إِلَّا خَطَأً) ؛ يريد ـ سبحانه ـ : أنّه لم يأذن في قتله عمدا على حال من غير استحقاق.
وقال بعض المفسّرين : «إلّا» هاهنا ، بمعنى : لكن (١).
وقال السّيّد المرتضى ؛ علم الهدى ؛ عليّ بن الحسين الموسوي ـ قدّس الله روحه ـ : ليس لمؤمن أن يقتل من يعلمه مؤمنا ، أو يظنّه «إلّا خطأ» ؛ بغير تعمّد منه لقتله (٢).
وروي عن ابن عبّاس والكلبيّ ، أنّهما قالا : السّبب في الآية ، أنّ عيّاش بن أبي ربيعة (٣) قتل راعيا اسمه : مرداس ، من غطفان ، وكان قد أسلم ولم يعلم بإسلامه (٤).
وروي من طريق غيرهما : أنّ القاتل له كان أسامة ، ولم يشعر بإسلامه. وكان أسامة قد حلف في الجاهلية أن يقتله ، لشيء كان منه (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً ، فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها) ؛ يريد ـ سبحانه ـ بذلك : أن يقتله على إيمانه ، مستحلّا لذلك (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً ، فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) ؛ أي : عتق رقبة ، كفارة لذلك ، يؤدّيها إلى أهله ؛ أعني : إلى عاقلته. تؤخذ من ماله ، إن كان له مال
__________________
(١) تفسير أبي الفتوح ٣ / ٤٦٣.
(٢) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٣) ما أثبتناه في المتن هو الصواب وفي النسخ : عيّاش بن ربيعة.
(٤) تفسير الطبري ٥ / ١٢٨ نقلا عن مجاهد ، السدي أسباب النزول / ١٢٦ نقلا عن الكلبيّ.
(٥) كشف الأسرار للميبديّ ٢ / ٦٣٦.+ يأتي عن قريب تفسير الآية (٩٢)
(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً) (٩٣)