ويقوّي هذا التّفسير (١) ـ أيضا ـ خبر الراية في فتح خيبر. وكان النّبيّ ـ عليه السّلام ـ قد نفد الرّاية مع الرّجلين (٢) من أصحابه ، فرجعا بها (٣) خائبين لم يفتح على أيديهما شىء (٤).
فقال ـ عليه السّلام ـ : لأعطينّ الرّاية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، كرّار غير فرّار ، لا يرجع حتّى يفتح الله على يديه.
وكان عليّ ـ عليه السّلام ـ يشتكي رمدا بعينه ، فدعاه النّبيّ ـ عليه السّلام ـ فتفل في عينه ودعا له ، وقال : اللهم! أكفه حرّها وبردها. وأعطاه الرّاية ففتحها حصنا حصنا (٥) ، وقتل مرحبا ورجع مظفّرا ، ولم يشتك عينه بعد ذلك اليوم (٦).
وهذان الحديثان لا خلاف بين أصحاب الحديث والآثار فيهما ، وقد رواهما الخاصّ والعامّ. وقد نظم يوم خيبر حسّان بن ثابت شعرا في ذلك ، واستأذن النّبيّ ـ عليه السّلام ـ في إنشاده فأذن له ، وهو :
وكان عليّ أرمد (٧) العين يبتغي |
|
دواء فلمّا لم يحسنّ مداويا |
__________________
(١) أ : الثنيّة.
(٢) ج ، د : رجلين.
(٣) ليس في ج.
(٤) ليس في ج.
(٥) ليس في ج.
(٦) أنظر : تفسير أبي الفتوح ٤ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧ ، تلخيص الشّافي ٣ / ١٣ ـ ١٥ ، النقض / ٦٩ و ١٧٠ ، الصراط المستقيم ٢ / ١ ـ ٦ ، احقاق الحقّ ٥ / ٣٦٨ ـ ٤٦٨ و ٧ / ٤٣٣ ـ ٤٣٤ و ١٥ / ٦٢٨ ـ ٦٣٧ و ٦٥٠ و ٦٥٦ ـ ٦٦٢ و ١٦ / ٢٢٠ ، غاية المرام / ٤٦٥ ـ ٤٧١ ، بحار الأنوار ٢١ / ٣ ـ ٥ و ١٠ و ١٤ ـ ١٨ و ١٩ ـ ٢٢ و ٢٦ ـ ٢٩ و ٣٢ ، دلائل الصدق ٢ / ٣٩٣ ـ ٤٠١.
(٧) تفسير أبي الفتوح : مرمد.