وقوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا! لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ ، إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) :
قيل : السّبب في ذلك ، أنّه لمّا نزل على النّبيّ ـ عليه السّلام ـ قوله ـ تعالى ـ : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) (١) قال رجل من بني أسد ، يقال له : الحارث ، وقيل : بل سراقة بن محصن : يا رسول الله! أفي كلّ عام؟ فسكت عنه. فأعاد (٢) ذلك مرّتين بعد الأولى ، والنّبيّ ـ عليه السّلام ـ ينتظر الوحي في ذلك ، فشقّ عليه تكراره وأغضبه ، فقال له : وما يؤمنك أن أقول : نعم ، فإن خالفتم كفرتم (٣).
وقال مقاتل : بل نزلت في رجل يقال له : عبد الله بن حذافة ، كان يطعن في نسبه ، فسألوه ـ عليه السّلام ـ من أبوه ، فتلا عليهم الآية.
وسأله آخر فقال : يا رسول الله! أين أبي؟
فقال : في النّار. فساءه ذلك ، فتلا عليه الآية (٤).
وقوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا! عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) ؛ أي : احفظوا أنفسكم.
ونصب «أنفسكم» على الإغراء.
__________________
(١) آل عمران (٣) / ٩٧.
(٢) ج : ثمّ أعاد.
(٣) أنظر : أسباب النزول / ١٥٨ ، تفسير الطبري ٧ / ٥٣.
(٤) تفسير الطبري ٧ / ٥٣٥٢ نقلا عن قتادة.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْها وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (١٠١) والآية (١٠٢)