والجوارح.
وقال قوم من المفسّرين : بل الملائكة قالوا : «سبحانك لا إله إلّا أنت» تعظيما وتنزيها (١).
فإن قيل : كيف قال ـ سبحانه ـ عن عيسى ـ عليه السّلام ـ «اتّخذوني وأمّي إلهين» (٢) وهو يريد : عيسى ـ عليه السّلام ـ دون أمّه ، لأنّهم لم يدّعوا فيها الإلهيّة؟
قيل : إنّما قال ذلك على أحد عادة العرب وتغليبا في التّثنية على أحد المثنّيين ؛ كما قالوا : القمرين ، عن الشّمس والقمر. والحسنين ، عن الحسن والحسين ـ عليهما السّلام. والعمرين ، عن عمر وأبي بكر. والزّهدمين ، عن زهدم بن حزن وأخيه ؛ قيس بن حزم. وذلك كثير في كلامهم ، والقرآن نزل بلغتهم (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ ، فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ. وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ) أي (٤) : تهديهم ؛ يعني : للتّوبة والإيمان. (فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (١١٨).
وهذا مخصوص بمن حصل له الإيمان واقترف (٥) المعاصي. ولا يدخل فيه الكفّار ، على مذهب أهل العدل.
وقوله ـ تعالى ـ : (هذا يَوْمُ ، يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) ؛ يعني : في الآخرة.
(لَهُمْ جَنَّاتٌ ، تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ، خالِدِينَ فِيها أَبَداً. رَضِيَ اللهُ
__________________
(١) ب : تعظيما له وتنزيها عمّا قالوا.+ لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٢) ب زيادة : من دون الله.
(٣) سقط من هنا الآية (١١٧)
(٤) أ ، ج ، د ، م : و.
(٥) ب : اقتراف.