وقد مثّلوا به. فلقى النّبيّ ـ عليه السّلام ـ [من ذلك] (١) ما علمه الله ـ تعالى ـ من الغمّ (٢) والحزن. فمشى إليه راجلا حتّى وقف عليه ، ثمّ بكى ورمى إزاره عليه ، ثمّ تقدّم فصلّى عليه وكبّر سبعين تكبيرة. لأنّه نزل (٣) عليه سبعون صفّا من الملائكة يصلّون عليه خلفه ـ عليه السّلام ـ. فكلّما كبّر بصفّ ، نزل صفّ آخر [فكبّر به]. (٤) ثمّ قال بعد فراغه من الصّلاة عليه (٥) ودفنه : والله ، لأقتلنّ به سبعين سيّدا منهم.
فنزل جبرئيل ـ عليه السّلام ـ [فعزّاه به] (٦) وتلا (٧) قوله ـ تعالى ـ : «وإن عاقبتم ، فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به. ولئن صبرتم ، لهو خير للصّابرين» (٨).
فقال ـ عليه السّلام ـ : نصبر نصبر ، ونحتسبه عند الله ـ سبحانه وتعالى ـ فهو يتولّى لنا الأخذ بحقّنا منهم (٩).
وقوله ـ تعالى ـ : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ ، إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) ؛ أي :
__________________
(١) ليس في أ ، ب ، د ، م.
(٢) م : من ذلك.
(٣) أ ، م : صلى.
(٤) ليس في ج.
(٥) ليس في ب.
(٦) ليس في ب.
(٧) ب زيادة : عليه.
(٨) النحل (١٦) / ١٢٦.
(٩) سقط من هنا قوله تعالى : (وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) (١٤٤)