أحبّتني فقد حبستني على ما ترى (١).
وشكا يوسف [ـ عليه السّلام ـ] (٢) إلى ربّه السّجن ، فأوحى الله عزّ وجلّ (٣) إليه : أنت اخترت السّجن حيث قلت : «السّجن أحبّ إليّ ممّا يدعونني إليه».
قوله ـ تعالى ـ : (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ) :
قيل : صاحب شراب الملك ، وصاحب طعامه (٤).
قيل : لأنّه (٥) اتّهمهما ، أنّهما أرادا (٦) أن يسّماه فحبسهما (٧).
فقال صاحب الشّراب : (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً) ؛ أي (٨) : عنبا ؛ كما تقول : أعصر زيتا ؛ أي : زيتونا.
وقال صاحب الطّعام : (إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٣٦) قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ) ؛ يعني : طعاما من (٩) بيوتكما أو من غيرها (إِلَّا نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ) (١٠).
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ / ١٧٥ ، ح ٢١ وعنه البرهان ٢ / ٢٥٤ ، ح ٤٥.
(٢) ليس في م.
(٣) ب : تعالى بدل عزّ وجلّ.
(٤) مجمع البيان ٥ / ٣٥٥ ـ ٣٥٦ نقلا عن قتادة.
(٥) ب : لأنّهما.
(٦) ج : أرادوا.
(٧) التبيان ٦ / ١٣٨.
(٨) ليس في أ.
(٩) أ : في.
(١٠) سقط من هنا قوله تعالى : (قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما ذلِكُما مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ) (٣٧) والآيات (٣٨) ـ (٤٠)