قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (٩٦)) ؛ يعني : مشركي قريش وغيرهم الّذين علم الله أنّهم لا يختارون الإيمان ، بل يموتون على كفرهم (١٣).
قوله ـ تعالى ـ : (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ) ؛ يريد (١٤) ـ سبحانه ـ : هلّا كانت (١٥) على عادة العرب وطريقتهم في ذلك ، يريد : أنّهم آمنوا لمّا رأوا أمارات العذاب ، ولم يبلغ الحال [بهم إلى] (١٦) حدّ الإلجاء فآمنوا وخرجوا يطلبون يونس ـ عليه السّلام ـ.
لأنّه خرج مغاضبا ، وكان قد وعده الله ـ تعالى ـ بهلاكهم (١٧) بشرط أن لا يؤمنوا ، فاستبطأ الوعد. ثمّ إنّهم آمنوا ، فطلبوه فوجدوه ، فقبّلوا (١٨) يديه ورجليه ، وأجابوه إلى كلّ ما دعاهم إليه (١٩).
وقوله ـ تعالى ـ (٢٠) : (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً) ؛ أي : مسلما
__________________
(١٣) سقط من هنا الآية (٩٧)
(١٤) ب : أراد.
(١٥) ب : كان.
(١٦) ج ، د ، م : بهم.+ ب : عندهم.
(١٧) ب زيادة : و.
(١٨) ج ، د ، م : وقيلوا.
(١٩) سقط من هنا قوله تعالى : (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ (٩٨)) والآيات (٩٩) ـ (١٠٤). إلّا شطر من الآية (١٠٠) فإنّه تقدّم.
(٢٠) ليس في ب.