وقرأ أبو عبد الرحمن والحسن وأهل مكّة والشام : قتّلوا ، مشددا على التكثير والباقون بالتخفيف (بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ) يعني البحيرة والسائبة والوصيلة والحام (افْتِراءً عَلَى اللهِ) حين قالوا : إنّ الله أمرهم بها و (قَدْ ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ) اخترع وابتدع (جَنَّاتٍ) بساتين.
وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (١٤١) وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (١٤٢) وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١٥٠)
(مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ) مسموكات مرفوعات وغير مرفوعات قال ابن عباس : (مَعْرُوشاتٍ) ما انبسط على وجه الأرض وانتثر ممّا يعرش مثل الكرم والقرع والبطيخ وغيرها ، (وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ) ما كان على ساق مثل النخيل وسائر الأشجار وما كان على نسق ، ومثل [البروج] ، وقال الضحاك : (مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ) الكرم خاصة منها ما عرش ومنها ما لم يعرش.
وروي عن ابن عباس أيضا أنّ المعروشات ما عرش الناس (١) ، و (غَيْرَ مَعْرُوشاتٍ) ما خرج في البراري والجبال من الثمار (٢).
يدلّ عليه قراءة علي (مغروسات وغير مغروسات) بالغين والسين. (وَالنَّخْلَ) يعني وأنشأ النخل (وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ) ثمره وطعمه الحامض والمرّ والحلو والجيّد والرديء وارتفع معنى الأكل [ومختلفا نعته] إلّا أنّه لمّا تقدّم النعت على الاسم وولي منصوبا نصب ، كما تقول : عندي طبّاخا غلام وأنشد :
الشر منتشر لقاك [من مرض] |
|
والصالحات عليها مغلقا باب |
(وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهاً) في المنظر (وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) في الطعم مثل الرمانتين لونهما
__________________
(١) أي رفع أغصانه.
(٢) تفسير الطبري : ٨ / ٦٩.