الإسراف ما لا يقدر على ردّه إلى الصلاح ، والفساد ما يقدر على ردّه إلى الصلاح.
قال النضر بن شميل : الإسراف التبذير والإفراط ، والسرف الغفلة والجهل. قال الشاعر :
أعطوا هنيدة يحدوها ثمانية |
|
ما في عطائهم من ولا سرف (١) |
قال إياس بن معاوية : ما تجاوز أمر الله فهو سرف ، وروى ابن وهب عن ابن زيد قال : الخطاب [للمساكين] يقول : لا تأخذوا فوق حقّكم.
(وَمِنَ الْأَنْعامِ) يعني أنشأ من الأنعام (حَمُولَةً) بمعنى كلّ ما محمّل عليها ويركب مثل كبار الإبل والبقر والخيل والبغال والحمير ، سمّيت بذلك لأنّها تحمل أثقالهم ، قال عنترة :
ما دعاني إلا حمولة أهلها |
|
وسط الديار [تسف] حب الخمخم (٢) |
والحمولة الأحمال.
وقال أهل اللغة : الفعولة بفتح الفاء إذا كانت [يعني] الفاعل استوى فيه المذكّر والمؤنّث نحو قولك : رجل فروقة وامرأة فروقة للجبان والخائف ، ورجل صرورة وامرأة صرورة إذا لم يحجا ، وإذا كانت بمعنى المفعول فرّق بين الذكر والأنثى بالهاء كالخلويّة والزكويّة (وَفَرْشاً) والفرش ما يؤكل ويجلب ولا يحمل عليه مثل الغنم والفصلان والعجاجيل ، سمّيت فرشا للطافة أجسامها وقربها من الفرش. هي الأرض المستوية ، وأصل الفرش الخفة واللطافة ومنه فراشة العقل وفراش العظام ، والفرش أيضا نبت ملتصق بالأرض [تأكله] الإبل قال الراجز :
كمفشر الناب تلوك الفرشا (٣)
والفرش : صغار الأولاد من الأنعام وقال الراجز :
أورثني حمولة وفرشا |
|
أمشها في كلّ يوم مشا (٤) |
(كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) ما حرم الحرث الأنعام (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) ثمّ بيّن الحمولة والفرش فقال : (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) نصبها على البدل من الحمولة [بالفرض] يعني [واحد من] الأنعام ثمانية أزواج أي أصناف (مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ) فالذكر زوج والأنثى زوج والضأن والنعاج جمعه ، واحده : ضائن ، والأنثى : ضائنة ، والجمع : ضوائن.
قرأ الحسن وطلحة بن مصرف : الضَأَن مفتوحة الهمزة ، والباقون ساكنة الهمزة ، تميم بهمزة وسائر لا بهمزة (وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ) والمعز المعزى لا واحد له من لفظه ، وأمّا الماعز
__________________
(١) البيت لجرير كما في الكنز اللغوي لابن السكيت الأهوازي ص ١١٦.
(٢) لسان العرب : ١٢ / ١٩١.
(٣) لسان العرب : ٦ / ٣١٧.
(٤) تفسير القرطبي : ٧ / ١١٢ ، ومش الناقة : حلبها.