مالي ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يجزيك الثلث إن تصدقت» [٢٣٠] (١).
فقال المغيرة بن شعبة : نزلت هذه الآية في قتل عثمان بن عفان رضياللهعنه (٢).
قال محمد بن إسحاق : معنى الآية لا تظهروا له من الحق ما يرضى به منكم ثمّ تخالفونه في السر إلى غيره.
وقال ابن عباس : (لا تَخُونُوا اللهَ) بترك فرائضه ، (وَالرَّسُولَ) بترك سنته ، (وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ).
قال السدي : إذا خانوا الله والرسول فقد خانوا أماناتهم.
وعلى هذا التأويل يكون قوله (وَتَخُونُوا) نصبا على جواب النهي.
والعرب تنصب جواب النهي وقالوا كما ينصب بالفاء.
وقيل : هو نصب على الصرف كقول الشاعر :
لا تنهى عن خلق وتأتي مثله |
|
عار عليك إذا فعلت عظيم (٣) |
وقال الأخفش : هو عطف على ما قبله من النهي ، تقديره : ولا تخونوا أماناتكم.
وقرأ مجاهد : أمانتكم واحدة. واختلفوا في هذه [الآية] فقال ابن عباس : هو ما يخفي عن أعين الناس من فرائض الله عزوجل والأعمال التي ائتمن الله عليها العباد يقول لا تنقضوها.
وقال ابن زيد : معنى الأمانات هاهنا الدين وهؤلاء المنافقون ائتمنهم الله على دينه فخانوا ، إذ أظهروا الإيمان وأسرّوا الكفر.
قال قتادة : إنّ دين الله أمانة فأدّوا الى الله ما ائتمنكم عليه من فرائضه وحدوده. ومن كانت عليه أمانة فليردّها إلى من أئتمنه عليها.
(وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ) التي عند بني قريظة (فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ) بطاعته وترك معصيته واجتناب خيانته (يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً) قال مجاهد : مخرجا في الدنيا والآخرة.
وقال مقاتل بن حيان : مخرجا في الدين من الشبهات. وقال عكرمة : نجاة. وقال الضحاك : بيانا. وقال مقاتل : منقذا.
__________________
(١) راجع جامع البيان للطبري : ٩ / ٢٩٢ ، والمعروف أن فاطمة بنت النبي عليهماالسلام جاءت لتحلّه فأبى فقال رسول الله «فاطمة بضعة مني» فحلّته ، راجع عمدة الأخبار : ٩٩ الباب الرابع ، فصل في فضل المسجد الشريف ، والروض الأنف للسهيلي : ١ / ١٦٠ كتاب المبعث ، فصل في قوله لخديجة : إنّ جبرائيل يقرئك السلام ، و ٢ / ١٩٦ فصل في خبر أبي لبابة.
(٢) المصدر السابق.
(٣) قال في اللسان : ٧ / ٤٤٧ : البيت للمتوكل الليثي ويروى لأبي الأسود الدؤلي.