بالمؤمنين رحيم عليه ما عنتم لا يهمه إلّا شأنكم وهو القائم بالشفاعة فلا تهتموا بما عنتم ما أقمتم على سنته فإنه لا يرضيه إلّا دخولكم الجنة لقوله صلىاللهعليهوسلم : «من ترك ما لا فلنؤتينه ومن ترك كلّا ودينا فعليّ وإلىّ» [٧٥].
(فَإِنْ تَوَلَّوْا) أعرضوا عن الإيمان وناصبوك (فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) قراءة العامة بخفض الميم على العرش ، وقرأ ابن محيصن : الْعَظِيمُ بالرفع على نعت الربّ ، وقال الحسين بن الفضل : لم يجمع الله لأحد من الأنبياء بين اسمين من أسمائه إلّا للنبي صلىاللهعليهوسلم فإنه قال : (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) وقال تعالى : (إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) (١).
وقال يحيى بن جعدة : قال عمر بن الخطاب رضياللهعنه : لا تثبت آية في المصحف حتى يشهد عليها رجلان فجاء رجل من الأنصار بالآيتين من آخر سورة التوبة (لَقَدْ جاءَكُمْ) فقال عمر : والله لا أسألك عليها بيّنة ، كذلك كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأثبتهما ، وهي آخر آية نزلت من السماء في قول بعضهم ، وآخر سورة كاملة نزلت سورة براءة.
أخبرنا أبو عبد الله بن حامد ، عن محمد بن الحسن عن علي بن عبد العزيز عن حجاج عن همام. عن قتادة قال : إن آخر القرآن عهدا بالسماء هاتان الآيتان خاتمة براءة (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) إلى قوله (رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ).
أبي بن كعب : إن أحدث القرآن عهدا بالله تعالى (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ) إلى آخر السورة.
__________________
(١) سورة البقرة : ١٤٣.