[بكسر الألف على الاستئناف. وقرأ أبو جعفر : أَنَّهُ ، بالفتح على معنى : لأنه وبأنه (١) ، كقول الشاعر :
أحقا عباد الله أن لست زائرا (٢) |
|
بثينة أو يلقى الثريا رقيبها (٣) |
(لِيَجْزِيَ) ليثيب (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ) بالعدل ثم قال : مبتدئا (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ) ماء حار قد انتهى حرّه (حَمِيمٍ) وهو بمعنى محموم فعيل بمعنى مفعول ، وكل مسخن مغلي عند العرب فهو حميم. قال المرقش :
وكل يوم لها مقطرة |
|
فيها كباء معدّ وحميم (٤) |
(وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ).
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٥) إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما خَلَقَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (٦) إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ (٧) أُولئِكَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٩) دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠) وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١١) وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٢) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (١٣) ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٤))
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً) بالنهار (وَالْقَمَرَ نُوراً) بالليل. قال الكلبي : تضيء وجوههما لأهل السموات السبع وظهورهما لأهل الأرضين السبع.
[قرأ الأكثرون : (ضِياءً) بهمزة واحدة] وروي عن ابن كثير : ضئاء بهمزت الياء ، ولا وجه لها
__________________
(١) في زاد المسير (٤ / ٧) زيادة : وقرأت عائشة وأبو رزين وعكرمة وأبو العالية والأعمش بفتحها قال الزجاج : من كسر فعلى الاستئناف ومن فتح فالمعنى إليه مرجعكم.
(٢) في اللسان : لاقيا.
(٣) لسان العرب : ١ / ٤٢٥.
(٤) الكباء : ضرب من العود يتبخّر به ، والبيت في لسان العرب : ٥ / ١٠٧.