(فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً).
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (٨٥) وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً (٨٦) إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً (٨٧) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (٨٨) وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (٨٩))
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ).
الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : كنت أمشي مع النبي صلىاللهعليهوسلم بالمدينة وهو متكئ على عسيب فمرّ بقوم من اليهود ، فقال بعضهم : سلوه عن الروح ، وقال بعضهم : لا تسألوه ، فقام متكأ على العسيب ، قال عبد الله ، وأنا خلفه فظنيت أنه يوحي إليه فقال (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) و (ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً).
فقال بعضهم لبعض : قلنا لكم لا تسألوه ، وفي غير الحديث عن عبد الله ، قالوا : فكذلك نجد مثله إن الروح من أمر الله تعالى.
وقال ابن عبّاس : قالت اليهود للنبي صلىاللهعليهوسلم أخبرنا ما الروح وكيف يعذب الروح في الجسد ولم يكن نزل فيهم شيء؟ فلم يجبهم فأتاه جبرئيل عليهالسلام بهذه الآية.
ويروى أن اليهود اجتمعوا فقالوا لقريش حين سألوهم عن شأن محمّد وحاله سألوا محمدا عن الروح. وعن فتية فقدوا في الزمان الأوّل ، وعن رجل بلغ شرق الأرض وغربها ، فإن أجاب في ذلك كله فهو نبي وإن لم يجب من ذلك كله فليس بنبي ، وإن أجاب في بعض ذلك وأمسك عن البعض فهو نبي فسألوا النبي صلىاللهعليهوسلم عنها فأنزل الله عزوجل فيما سألوه عن الفتية قوله (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ) (١) إلى آخر القصة.
وأنزل عن الجواب الذي بلغ شرق الأرض وغربها (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ) (٢) إلى آخر القصة.
وأنزل في الروح قوله (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ) الآية.
واختلفوا في هذا الروح المسئول عنه ما هو : فقال الحسن وقتادة : هو جبرئيل.
قال قتادة : وكان ابن عبّاس يكتمه.
__________________
(١) سورة الكهف : ٩.
(٢) سورة الكهف : ٨٣.