وروى أبو الميسرة ممن حدثه عن علي بن أبي طالب رضياللهعنه أنه قال : في قوله (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ) الآية ، قال : هو ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه لكل وجه منها سبعون ألف لسان لكل لسان منها سبعون ألف لغة ، يسبح الله عزوجل بتلك اللغات كلها ، يخلق من كل تسبيحة ملك يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة.
ابن عبّاس : الروح خلق من خلق الله صورهم على صور بني آدم ، وما نزل من السماء ملك إلّا ومعه واحد من الروح أبو صالح : الروح كهيئة الإنسان وليسوا بناس.
مجاهد : الروح على صورة بني آدم لهم أيد وأرجل ورؤوس يأكلون الطعام وليسوا بملائكة.
سعيد بن جبير : لم يخلق الله خلقا أعظم من الروح غير العرش ولو شاء أن بلغ السماوات السبع والأرضين السبع ومن فيها بلقمة واحدة لفعل صورة ، خلقه على صورة الملائكة وصورة وجهه على صورة وجه الآدميين ، فيقوم يوم القيامة وهو ممن يشفع لأهل التوحيد لولا أن سندس الملائكة سترا من نور لاحترق أهل السماوات من نوره.
وقال قوم : هو الروح المركب في الخلق الذي يفقده [فأوهم وبوجوده مقاديم] (١) وقال بعضهم : أراد بالروح القرآن وذلك أن المشركين قالوا : يا محمّد من أتاك بهذا القرآن ، فأنزل الله تعالى بهذه الآية وبيّن أنه من عنده
(وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) يعني القرآن (ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً) ناصرا ينصرك ويرده عليك.
وقال الحسن : (وَكِيلاً) ناصرا يمنعك منا إذا أردناك.
(إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) يعني لكن لا يشاء ربك رحمة من ذلك ، (إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً).
هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم خرج وهو معصوب الرأس من وجع فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : «أيها الناس ما هذه الكتب التي يكتبون الكتاب غير كتاب الله يوشك أن يغضب الله لكتابه فلا يدع ورقا إلّا قليلا إلّا أخذ منه».
قالوا : يا رسول الله فكيف بالمؤمنين والمؤمنات يومئذ؟ قال : «من أراد الله به خيرا أبقى في قلبه لا إله إلّا الله» [٥٣] (٢).
وروى شداد بن معقل عن عبد الله بن مسعود قال : إن أول ما تفقدون من دينكم الأمانة
__________________
(١) هكذا في المخطوط.
(٢) مجمع الزوائد : ١ / ١٥٠ ، وكتاب الدعاء للطبراني : ٤٣٧.