ولامرأة أدخلت على زوجها ولدا. وقال عطاء : الغىّ واد في جهنم يسيل قيحا ودما. وقال وهب : الغىّ نهر في النار بعيد قعره ، خبيث طعمه ، وقال كعب : هو واد في جهنم أبعدها قعرا وأشدّها حرّا ، فيه بئر تسمى البهيم كلّما خبت جهنّم فتح الله تلك البئر فسعّر بها جهنم ، وقال الضحاك : خسرانا وقيل : عذابا ، وقيل : ألما ، وقيل : كفرا.
(إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً. جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ) ولم يروها (إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا) يعني آتيا ، قال الأعشى : وساعيت معصيّا إليها وشاتها. أي عاصيا.
(لا يَسْمَعُونَ فِيها) في الجنة (لَغْواً) باطلا وفحشا وفضولا من الكلام ، قال مقاتل : يمينا كاذبة (إِلَّا سَلاماً) استثناء من غير جنسه يعني بل يسمعون فيها سلاما أي قولا يسلمون منه ، وقال المفسّرون : يعني تسليم بعضهم على بعض تسليم الملائكة عليهم (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) يعني على مقدار طرفي النهار.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جعفر بقراءتي عليه قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه قال : حدّثنا موسى بن هارون قال : حدّثنا بشر بن معاذ الضرير قال : حدّثنا عامذ بن سياق عن يحيى بن أبي كثير قال : كانت العرب في زمانها من وجد غداء مع عشاء فذلك هو الناعم ، فأنزل الله سبحانه (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) قدر ما بين غدائهم وعشائهم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر قال : حدّثنا علي بن محمد بن سختويه قال : حدّثنا موسى ابن هارون قال : حدّثنا داود بن رشيد قال : حدّثنا الوليد بن مسلم قال : سألت زهير بن محمد عن قول الله سبحانه (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) قال : ليس في الجنة ليل ، هم في نور أبدا وإنّما يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب ، ومقدار النهار برفع الحجب.
(تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا) وقرأ يعقوب : نورّث بالتشديد ، والاختيار التخفيف ؛ لقوله (ثُمَّ أَوْرَثْنَا ... مَنْ كانَ تَقِيًّا وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ) الآية.
أخبرنا عبد الله بن حامد وشعيب بن محمد قالا : أخبرنا مكي بن (١) عبدان قال : حدّثنا أبو الأزهر قال : حدّثنا روح بن عبادة ، قال : حدّثنا عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا جبرئيل ما يمنعك أن تزورنا أكثر ممّا تزورنا؟ فأنزل الله سبحانه (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ).
وقال مجاهد : أبطأت الرّسل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم أتاه جبرئيل فقال :
__________________
(١) في نسخة أصفهان زيادة : محمد بن.