قال : حدّثنا صفوان قال : حدّثني عبد الرحمن بن جبير عن أبي الطويل شطب الممدود أنّه أتى النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله أرأيت رجلا عمل الذنوب كلّها ولم يترك منها شيئا ، وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلّا اقتطعها بيمينه ، فهل لذلك من توبة؟
قال : «هل أسلمت؟
قال : أنا أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأنّك رسوله ، قال : نعم تفعل الخيرات وتترك الشهوات يجعلهنّ الله خيرات كلهن.
قال : وغدراتي وفجراتي قال : نعم قال : الله أكبر ، فما زال يكبّر حتى توارى» (١) [٩١].
وأخبرني ابن فنجويه في عصبة قال : حدّثنا محمد بن علي بن الحسن قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال : حدّثنا أبو نشيط قال : حدّثنا أبو المغيرة قال : سمعت مبشر بن عبيد وكان عارفا بالنحو والعربية يقول : الحاجة الذي يقطع على الحجّاج إذا توجهوا ، والداجة الذي يقطع عليهم إذا قفلوا (وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً) رجوعا حسنا.
(وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) قال الضحاك : يعني الشرك وتعظيم الأنداد ، علي بن أبي طلحة : يعني شهادة الزور ، وكان عمر بن الخّطاب يجلد شاهد الزور أربعين جلدة ، ويسخم وجهه ، ويطوف به في السوق ، يحيى بن اليمان عن مجاهد : أعياد المشركين ليث عنه : الغناء وهو قول محمد بن الحنفية بإسناد الصالحي عن إبراهيم بن محمد بن المنكدر قال : بلغني انّ الله تعالى يقول يوم القيامة : أين الذين كانوا ينزّهون أنفسهم وأسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان أدخلوهم رياض المسك ، أسمعوا عبادي تحميدي وثنائي وتمجيدي ، وأخبروهم أن (لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).
أخبرنا أبو بكر الجوزقي قال : حدّثنا عبد الواحد بن محمد الارعياني قال : حدّثنا الأحمسي قال : حدّثنا عمرو العبقري قال : حدّثنا مسلمة بن جعفر عن عمرو بن قيس في قوله سبحانه (الَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) قال : مجالس الخنا ، ابن جريج : الكذب ، قتادة : مجالس الباطل ، وأصل الزور تحسين الشيء ووصفه بخلاف صفته حتى يخيّل إلى من سمعه أو يراه أنّه بخلاف ما هو به ، فهو تمويه الباطل لما توهّم أنّه حقّ.
(وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) قال مقاتل : إذا سمعوا من الكفّار الشتم والأذى أعرضوا وصفحوا ، وهي رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد ، نظيره (وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ) (٢)
__________________
(١) تفسير القرطبي : ١٣ / ٧٨.
(٢) سورة القصص : ٥٥.