(فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ) المطر (اهْتَزَّتْ) تحرّكت بالنبات (وَرَبَتْ) أي زادت وأضعفت النبات بمجيء الغيث ، وقرأ أبو جعفر : ربأت بالهمز ، ومثله في حم السجدة أي ارتفعت وعلت وانتفخت ، من قول العرب : ربا الرجل إذا صعد مكانا مشرفا ، ومنه قيل للطليعة رئبة.
(وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) صنف حسن (ذلِكَ) الذي ذكرت لتعلموا (بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ) والحق هو الكائن الثابت (وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ).
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً) بيان وبرهان (وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ) نزلت في النضر بن الحرث (ثانِيَ عِطْفِهِ) نصب على الحال.
قال ابن عباس : مستكبرا في نفسه ، تقول العرب : جاء فلان ثاني عطفه أي متجبّرا لتكبّره وتجبّره ، والعطف : الجانب.
الضحّاك : شامخا بأنفه ، مجاهد وقتادة : لاويا (١) عنقه ، عطيّة وابن زيد : معرضا عمّا يدعى إليه من الكبر.
ابن جريج : أي يعرض عن الحقّ نظيرها قوله سبحانه (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً) (٢) الآية ، وقوله (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ) الآية.
(لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) عذاب وهوان وهو القتل ببدر.
(وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ) فيقال له يومئذ (ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ) وهذا وأضرابه مبالغة في إضافة الجرم إليه.
(وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) فيعذّبهم بغير ذنب وهو سبحانه على أي وجه تصرّف في عبده فإنّه غير ظالم ، بل الظالم : المتعدّي المتحكّم في غير ملكه.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) الآية.
نزلت في أعراب كانوا يقدمون على رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة مهاجرين من باديتهم فكان أحدهم إذا قدم المدينة ، فإن صحّ بها جسمه ونتجت فرسه مهرا حسنا وولدت امرأته غلاما وكثر ماله وماشيته رضي به واطمأنّ إليه وقال : ما أصبت مذ دخلت في ديني هذا إلا خيرا ، وإن أصابه وجع المدينة وولدت امرأته جارية وأجهضت رماكه وذهب ماله وتأخّرت عنه الصدقة ، أتاه الشيطان فقال : والله ما أصبت مذ كنت على دينك هذا إلّا شرّا ، فينقلب عن دينه ، وذلك الفتنة ،
__________________
(١) في المخطوط : لاوي.
(٢) سورة لقمان : ٧.