موافق لهم ، حيث قال : بأنّ الكعب هو المفصل بين الساق والقدم ، ثمّ قال : وفي عبارة علمائنا اشتباه على غير المحصّل (١).
ونقل ما قدّمناه من عبارات الشيخ والسيّد والمفيد وابن أبي عقيل وابن الجنيد ، وقد عرفت ظهورها ، بل وصراحتها في خلاف ما ادّعاه.
واستعجب في «المدارك» ذلك منه ، ومن الشهيد أزيد منه ، حيث استعجب من العلّامة ، ومع ذلك قال بمقالته في الرسالة (٢) (٣).
فمن وافق العلّامة هو الشهيد ، كما قال في «المدارك» (٤) ، والشيخ البهائي (٥) والمصنّف ، كما رأيت قوله.
وأين هذا من كلّ الشيعة وكونه مذهبا لهم؟ مع ما عرفت من اتّفاق سائر الفقهاء مع نهاية كثرتهم ، مضافا إلى الإجماعات المنقولة من فقهائنا وعلماء العامّة ، واتّفاق المتأخّرين مع القدماء على خلاف هؤلاء ، مع شذوذهم وندرتهم بالنسبة إلى مجموع الشيعة ، بل الفقهاء أيضا.
مع أنّ العلّامة إن كان تفطّن بمخالفته لهم ، لما قال بذلك يقينا ، بل إنّما قال بذلك لاعتقاده أنّه موافق لهم.
فقول المصنّف : (دون العظم الناتئ في ظهر القدم ، كما زعمه سائر المتأخّرين ، وفاقا للمفيد) ، فيه أيضا ما عرفت وستعرف.
وقوله : (لاشتباه وقع لهم) ، لعلّه محض تقليد للعلّامة رحمهالله حيث قال هذه
__________________
(١) مختلف الشيعة : ١ / ٢٩٣.
(٢) مدارك الأحكام : ١ / ٢١٨ و ٢١٩.
(٣) نقل عنه في مدارك الأحكام : ١ / ٢١٩ ، لاحظ! الألفيّة والنفليّة : ٤٤.
(٤) مدارك الأحكام : ١ / ٢١٨ و ٢١٩.
(٥) الحبل المتين : ١٩.