العبارة بعينها في «المختلف» ، وإلّا لو نظر إلى عبارات الأصحاب وغيرها ، ممّا مرّ وسيجيء ، كيف يمكنه هذا القول؟
احتجّ في «المختلف» على أنّ الكعب هو المفصل بين الساق والقدم ، بما رواه الشيخ ـ في الصحيح ـ عن ابني أعين ، وقد تقدّم ذكرها (١) ، وما رواه ابن بابويه ، عن الباقر عليهالسلام : وقد حكى وضوء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. إلى أن قال : «ومسح على مقدّم رأسه وظهر قدميه» (٢).
قال : وهو يعطي استيعاب المسح لجميع ظهر القدم ، ولأنّه أقرب إلى ما حدّده أهل اللغة به (٣) ، انتهى.
والجواب : أمّا عن الرواية الاولى ؛ فبأنّ المراد من المفصل ؛ هو المفصل الشرعي الذي يقطع منه قدم السارق ، كما فهمه المحقّق في «المعتبر» والشيخ أيضا ، وكذا الشهيد رحمهالله في «الذكرى» وغيرهم (٤) ممّن استدلّ بها على كون الكعب هو الناشز في ظهر القدم (٥) ، كما لا يخفى على المطّلع.
وقال في «الغوالي» عند ذكر هذا الحديث : وهذا يدلّ على أنّ الكعب هو مفصل القدم الذي عند وسطه في قبّة القدم (٦) ، انتهى.
ويشهد على صحّة فهمهم كون الراويين من الفقهاء العارفين بأنّ قطع الرجل الشرعي من معقد الشراك ، وأنّه المفصل الشرعي عند الشيعة.
__________________
(١) راجع! الصفحة : ٣٠٥ من هذا الكتاب.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٤ الحديث ٧٤ ، وسائل الشيعة : ١ / ٣٨٧ الحديث ١٠٢١.
(٣) مختلف الشيعة : ١ / ٢٩٣ و ٢٩٤.
(٤) الانتصار : ٢٨ ، جامع المقاصد : ١ / ٢٢٠ ، مدارك الأحكام : ١ / ٢٢٠.
(٥) المعتبر : ١ / ١٥١ ، المبسوط : ٨ / ٣٥ ، الخلاف : ٥ / ٤٣٧ المسألة ٣١ ، ذكرى الشيعة : ٢ / ١٤٩.
(٦) عوالي اللآلي : ٢ / ١٩٦ ذيل الحديث ٩٤.