القضية العادلة المستقبلية ، والاتحاد بالقضية ، وبيع النفس لله من خلال هذه القضية.
ولان الشهادة نعمة غير مجانية فإن الله تعالى هو الذي يختار الشهداء وليست الصدفة هي التي تصنع الشهداء. يقول الله عزوجل في كتابه العزيز : (.. وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين) آل عمران / ١٤٠
فالشهاة اتخاذ واصطفاء واختيار من الله ومن هنا قلنا أنها نعمة غير مجانية.
ويؤكد هذا المعنى ما حفلت به السنة الشريفة ، وخاصة ما يتعلق منها بالحقل التربوي والتوجيهي من التعبير عن الشهادة بأنها رزق ومن اشتمال كثير من نصوص الادعية التربوية الشريفة على نصوص تتضمن التوجه إلى الله بالدعاء طلبا لرزق الشهادة.
* * *
وتتناسب حيوية كل أمة وروح الانبعاث في كل جماعة طردا وعكسا مع انتشار روح الشهادة ، وتصوراتها بين أفراد تلك الامة والجماعة ومع كثرة الشهداء الاحياء وندرتهم في تلك الامة والجماعة. فكلما نما في الامة عدد هؤلاء الشهداء الاحياء كلما كانت الامة أقدر على النهوض وأقرب إلى تحقيق أهدافها من خلال تحقيق قضيتها ، وكلما ندر في الامة عدد هؤلاء الشهداء الاحياء كانت الامة أعجز عن النهوض ، وأقرب إلى أن تكون منالا سهلا لاعدائها والمتربصين بها ، وهذا قانون حياتي تاريخي