النخبة
لا تسعفنا المصادر ، إلا بالقدر الضئيل الذي لا يغني ، بالمعرفة المباشرة بالمواقع الاجتماعية لشهداء كربلاء وبسمات حياتهم الشخصية. فإذا استثنينا الرجال القليلين الذين نعرف بصورة تفصيلية مباشرة أنهم كانوا شخصيات اجتماعية ذات شأن في قبائلهم وفي مجتمعهم تبقى الكثرة العظمى من الشهداء في الظل من حيث مواقعهم الاجتماعية ، لاننا لا نعرف عنهم إلا أسماءهم.
ولكننا نعرف استنادا إلى بعض النصوص أن أكثر الشهداء لم يكونوا نكرات اجتماعية من غمار الناس ، بل كانوا من الرجال ذوي الشأن في أوساطئهم الاجتماعية ، ونعرف أنهم كانوا يمثلون نوعية خاصة كان الناس ينظرون إليها باحترام كبير ، وبعواطف تتفاوت بين الحب والكراهية.
تدلنا على ذلك كلمة عمرو بن الحجاج الزبيدي (١) التي نهي فيها الجنود الامويين عن قتال المبارزة مع الثوار قائلا :
___________________
(١) من شخصيات الكوفة الموالية للنظام الاموي. كان أحد المقربين من زياد بن سمية واشترك في الايقاع بحجر بن عدي الكندي وكان أحد الشهود عليه ، وكان من جلساء عبيد الله بن زياد ، =