وبعد انتهاء الثورة لا يرد أي ذكر ، أو لا يرد ذكر ذو أهمية ، لاحد من ولد العباس في التعليق على أحداث الثورة وشجبها.
وبعد الثورة قامت ضد النظام الاموي ثورات أشعلت الارض في العراق والحجاز وإيران قادها الهاشميون ، وكانوا دائما طالبيين ، ولم يكن فيه عباسي واحد على الاطلاق.
كان العباسيون ينعمون بجوائز الخلفاء ، وترف العيش ، ويحترق الطالبيون بنار الثورات.
ومع كثرة ما قام به الطالبيون وغيرهم من ثورات دامية فإنهم لم يفلحوا في أن يستولوا على السلطة الكاملة من الامويين ، وأفلح في ذلك العباسيون؟
لماذا؟
يبدو لنا أن العباسيين قرروا أن يعملوا لحسابهم الخاص في وقت مبكر ، ولم تكن علاقتهم بالعلويين منذ البداية إلا علاقة شكلية وانتهازية (١). وقد رفضوا ، لذلك ، باستمرار منذ ثورة الحسين ، أن يساهموا بأي جهد يخدم العلويين في الوصول إلى السلطة ، مستفيدين في الوقت نفسه شعبية من كونهم هاشميين مضطهدين من قبل النظام ، مستفيدين من النظام من كونهم هاشميين لم يشاركوا أبناء عمهم في الثورة
___________________
= قال : يالك من قبرة بمعمر. خلا لك الجو فبيضي واصفري وانقري ما شئت أن تنقري.
هذا حسين يخرج إلى العراق ، وعليك بالحجاز) الطبري : ٥ / ٣٨٤.
(١) نذكر هنا استيلاء عبد الله بن عباس على بيت مال البصرة حين كان واليا عليها من قبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ونذكر انحياز أخيه عبيد الله بن عباس إلى معسكر معاوية استجابة لاغرائه ، وتركه للامام الحسن بن علي مع أنه كان أحد كبار قادته.