وينبغي أن نعي أيضا أن عدد هذه القوة الصغيرة كان متقلبا نتيجة لكون بعض عناصرها (الموالي خاصة) ربما كانت تظهر ثم تختفي في مهمات خاصة.
إذا أخذنا في اعتبارنا هذه الامور نرى أن النتيجة التي تضمنها هذا البحث فيما يأتي منه عن عدد أصحاب الحسين من غير الهاشميين نتيجة على جانب كبير من الدقة والصواب.
وأخيرا نلاحظ ، قبل أن نجاوز هذه المسألة إلى تقويم الروايات الاساسية ، أننا الآن نواجه حالة مكتملة ، فقد استشهد هؤلاء الرجال بأجمعهم في غالب الظن ، بينما يعبر شهود العيان في رواياتهم عن حالة في طريقها إلى الاكتمال ، فقد كان هؤلاء الرجال لا يزالون أحياء في الوقت الذي تحكي عنه الروايات ، ولنا أن نفترض أن بعضهم ، في بعض الروايات ، لم يرزق الشهادة.
* * *
إذا استبعدنا رواية المسعودي للاعتبارات التي ذكرناها عند عرض الرواية ، تبقى الروايات الثلاث الاخرى.
وهذه الروايات تشترك في أنها تستند إلى رواية شهود العيان الذين كانوا في ساحة المعركة ، ولكنها تختلف فيها بينها في تقدير عدد أصحاب الحسين فالتفاوت بين رواية أبي مخنف وبين رواية عمار الدهني يبلغ النصف تقريبا ، والتفاوت بين رواية عمار ورواية الحصين يبلغ الثلث تقريبا.
إلا أننا ، مع ذلك ، نميل إلى قبول الروايات الثلاث لاعتبارين :