ثمة من تخلى عن الحسين قبيل المعركة أو أثنائها أو بقي بعدها لحفظ ذكره.
وإن إجماع المصادر على ما ذكرنا ، بالاضافة إلى عدم استقامة الروايات في أنفسها يحملاننا على عدم العناية بها ، وتجريدها من أي دلالة مدعاة على عدد الاصحاب ، أو العدد الحقيقي للشهداء.
إن رواية عمار الدهني صادقة من هذه الجهة إلى حد بعيد :
(فقتل أصحاب الحسين كلهم ، وفيهم بضعة عشر شابا من أهل بيته) (١).
* * *
وثمة سؤال يتعلق بموقع الهاشميين من القوة المحاربة مع الحسين في صبيحة اليوم العاشر من المحرم.
هل كان الهاشميون صبيحة اليوم العاشر من المحرم ، عند نشوب القتال ، جزءا من القوة المحاربة التي عبأها الحسين (ع) فجعل زهير بن القين في الميمنة ، وحبيب بن مظاهر في الميسرة ، وأعطى الراية أخاه العباس ، أو أنهم كانوا خارج هذه القوة؟
إننا نرى أن الافتراض الاول هو الصحيح ، فإننا لا نستطيع أن نقبل فكرة أن غير الهاشميين قد باشروا الحرب بينما كان هؤلاء جالسين في خيامهم ، الشئ المؤكد هو أن غير الهاشميين قاتلوا وقتلوا قبل الهاشميين ، ولكن هذا لا يعني أن الهاشميين كانوا خارج القوة المعبأة ،
___________________
(١) الطبري : ٥ / ٣٨٩.