٢٥ ـ روى عن ابن مسعود قال قال رسول (ص) ليأتين على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من يفر من شاهق إلى شاهق ومن حجر إلى حجر كالثعلب باشباله قالوا ومتى ذلك الزمان؟
قال إذا لم ينل المعيشة بمعاصي الله فعند ذلك حلت العزوبة.
قالوا يا الله امرتنا بالتزويج قال بلى ولكن إذا ذلك الزمان فهلاك الرجل على يدي أبويه فإن يكن له أبوان فعلى يدي زوجته وولده فإن لم يكن زوجه ولا ولد فعلى يدي قرابته وجيرانه.
قالوا وكيف يا رسول الله قال يعيرونه لضيق المعيشة ويكلفونه ما لا يطيق حتى يوردونه موارد الهلكة (١) (٢).
الرابع : انها توقر العرض وتستر الفاقة وترفع ثقل المكافاة.
مر أويس القرني براهب فقال يا راهب لم تخليت الدنيا ولزمت الوحدة؟ فقال يا فتى لو ذقت حلاوة الوحدة لأنست من نفسك.
يا فتى الوحدة رأس العبادة ما أنستها الفكرة.
فقال يا راهب ما أقل ما يجد العبد في الوحدة؟
قال الراحة من مداراة الناس والسلامة من شرهم.
وقال بعضهم جربت الناس منذ خمسين سنه فما وجدت أخا ستر لي عوره ولا غفر لي ذنبا فيما بيني وبينه ولا واصلني إذا قاطعته ولا أمنته إذا غضب فاشتغال بهؤلاء حمق كثير.
الخامس : السلامة من آثام الخلق والوقوع فيهم والخلاص من تبعاتهم ولهذا قيل إذا كانت الفضيلة الجماعة فإن السلامة في العزلة.
قيل لراهب في صومعته لا تنزل فقال من مشى على وجه الأرض عثر.
__________________
١ ـ المهلكة / خ.
٢ ـ عنه في المستدرك : ٢ / ٣٢٣ ح ١٩ ، وأورده الفيض الكاشاني في المحجة : ٤ / ٢٠.