بذمه إياك وحل النازل بك بالتجربة لك فاحسانك الثاوي يمحو اساءتك إلى الماضي فأدرك ما أضعت باغتنامك استقبلت واحذر ان تجمع عليك شهادتهما فيوبقاك.
ولو أن مقبورا من الأموات قيل له هذه الدنيا أولها آخرها تجعلها لولدك الذين لم يكن لك هم غيرهم أو يوم نرده إليك فتعمل فيه لنفسك لاختار يوما يستعتب فيه من سئ ما اسلف على جميع الدنيا يورثها لولده ومن خلفه فما يمنعك أيها المفرط المسوف ان تعمل على مهل قبل حلول الأجل وما يجعل المقبور أشد تعظيما لما في يديك منك الا تسعى في تحرير رقبتك وفكاك رقك ووقاء نفسك؟ (١)
الثامن : انها عباده بانفرادها :
٢٩ ـ روى أبو بصير قال سمعت عبد الله (ع) يقول العزلة عباده ان أقل العتب الرجل قعوده في منزله (٢).
٣٠ ـ ومر عيسى (ع) رجل نائم فقال له قم فقال الرجل قد تركت الدنيا لأهلها فقال له نم مكانك اذن.
وقيل لحكيم الدنيا لمن؟ قال لمن تركها.
فقيل له الآخرة لمن؟ قال لمن طلبها.
وقال حكيم الدنيا دار خراب واخرب منها قلب يعمرها (٣).
وقيل لعابد خذ حظك من الدنيا فإنك عنها قال الان وجب ان لا آخذ حظى منها.
__________________
١ ـ عنه في المستدرك : ٢ / ٣٥٢ ح ٥ وأخرجه في البحار : ٧٣ / ١١١ عن كتاب عيون الحكم والمواعظ لعلي بن محمد الواسطي باختلاف يسير.
٢ ـ عنه في المستدرك : ٢ / ٣٢٤ ح ٢٠ ، وأورده في مشكاة الانوار : ص ٢٥٧ نقلاً عن المحاسن ، وفيه : أقل العيب على المرء.
٣ ـ رواه في تنبيه الخواطر : ١ / ١٤٠.