يا أبا ذر ضحكهم عباده وفرحهم تسبيح ونومهم صدقه وأنفاسهم جهاد وينظر الله إليهم في كل يوم ثلاث مرات.
يا أبا ذر انى إليهم لمشتاق.
(ثم غمض عينيه وبكى شوقاً).
ثم قال اللهم احفظهم وانصرهم على من خالف ولا تخذلهم وأقر عيني بهم يوم القيامة (ألا أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (١).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من عرف الله منع فاه من الكلام وبطنه من الطعام وعنى نفسه بالصيام والقيام.
قالوا : بابائنا وأمهاتنا يا رسول الله هؤلاء أولياء الله؟
قال : إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكرا ونظروا فكان نظرهم عبره ونطقوا فكان نطقهم حكمه ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركه لولا الآجال التي كتبت لم تقر أرواحهم في أجسادهم خوفا من العذاب وشوقا الى الثواب.
وقال : أحب عباد الله إلى الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا شهدوا لم يعرفوا أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم.
وقال : إن المؤمن قيده القرآن عن كثير من هواء نفسه وشهوته فالصلاة كهفه والصيام جنته والصدقة فكاكه.
٤١ ـ وسئل عنه صلى الله عليه وآله : من أولياء الله قال الذين إذا رأوا ذكروا الله.
٤٢ ـ وعنه صلى الله عليه وآله قال : قال الله تبارك : إذا علمت أن الغالب على عبدي الاشتغال بي نقلت شهوته مسألتي ومناجاتي فإذا كان عبدي كذلك فأراد ان يسهو حلت بينه وبين ان يسهو أولئك أوليائي حقا أولئك الابطال حقا أولئك الذين إذا أردت ان أهلك أهل الأرض عقوبة زويتها عنهم من اجل أولئك الابطال (٣).
__________________
١ ـ يونس / ٦٢.
٢ ـ من البحار.
٣ ـ أخرجه في البحار : ٩٣ / ١٦٢ والجواهر السنيّة : ص ١٦٥ عن عدة الداعي : ص ٢٣٥.