بعينه الموجب للإصعاد ؛ فإن قوة واحدة (٢١٣) لا تقتضي ايجابين اثنين متقابلين.
(١٠٢) ثم الذي يستدعي منا السكون والهبوط ليس إلا المزاج ، أو ما يوجب المزاج ؛ فيجب أن يكون صاحب الحركة الإراديّة غيره. وليس يلتفت إلى من يقول : «إن المزاج في حال عدم الإرادة يقتضى شيئا ، فإذا حصلت الإرادة لم يقتض ذلك بل خلافه» فإنّا عند الحركة الإراديّة (٢١٤) ينازعنا ميل إلى جانب آخر ، ولذلك نحتاج إلى آلات وحيل يتأتى بها حركاتنا الإراديّة (٢١٥) ، وليس يمكن أن تنسب تلك المنازعة إلا (٢١٦) إلى القوة الطبيعيّة [١١ ب] المزاجية.
(١٠٣) ومنها شيء لا عذر له في ذهاب ذلك عليه ، وذلك أنه (٢١٧) سمعني أقول : «الوجود المستغني عما يقوم به وفيه اكد (٢١٨) من الوجود المفتقر إلى ما يقوم به وفيه ، وليس يجوز أن يكون الوجود الأخسّ الأنقص علة الوجود الآكد (٢١٩)».
(١٠٤) قال : «إنما نسلم لك تاكّد الوجود وسبقه في أمور ثلاثة : الوجوب والإمكان ، والتقدم والتأخّر ، والحاجة والاستغناء ؛ وما عدا هذا ـ الرابع (٢٢٠) ـ فليس من أقسام اختلاف الوجود في التأكّد وضدّه». ولم يفكّر أن هذا ليس برابع ، بل هو ثالث الأقسام ، وهو الحاجة والاستغناء.
(١٠٥) وممّا نسبه إليّ وأنا متحيّر فيه ما حكاه أنّي قلت : «ما به يستعد لمقارنة قوة لا يكون آلة لتلك القوة في أفعالها» فأنتجت من ذلك أن النفس ليس [ت] مزاجا ؛ كأني صادرت فيه على المطلوب الأول.
__________________
(٢١٣) عشه ، ل : القوة الواحدة.
(٢١٤) عشه : الحركة بالارادة.
(٢١٥) عشه : الحركة الارادية. ل : حركاتها الارادية.
(٢١٦) «الا» غير موجود في ى. وفى ب أيضا استدرك بعد.
(٢١٧) فى ل كتب فوق «انه» : لما.
(٢١٨) مكان «آكد» بياض في م ود. ويظهر من ب ان فيها أيضا كان بياضا وكتب بعدا بخط غير الكاتب وفوقه علامة كذا :؟؟؟.
(٢١٩) ل : علة للوجود الآكد. عش : سببا وعلة للوجود الآكد.
(٢٢٠) عشه : هذا إلى الرابع.
__________________
(١٠٣) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٦ ، ف ٣ ، ص ٢٦٨.