والإنصاف والمبدأ والمعاد ـ وأحال البحث إليها. على أن جلّ المطالب والمباحث التي فيه تدور حول المباحث الواردة في كتابه الشفاء ، خصوصا كتاب النفس منه.
السائل ، أو السائلون؟
المشهور أن السائل هو بهمنيار بن المرزبان تلميذ الشيخ ... (٨) فقد جاء في أول الرسالة السادسة :
«الخادم بهمنيار بن المرزبان ، خادم مولانا الرئيس ، السيد الأوحد ، الأجلّ شرف الملك ، فخر الكفاة ـ أطال الله بقاه وأدام رفعته وعلاه
__________________
(٨) أقدم ترجمة لبهمنيار ما جاء في تتمة صوان الحكمة للبيهقي ، ننقل شيئا منها بلفظه :
«الفيلسوف بهمنيار الحكيم ؛ كان تلميذ أبي علي وكان مجوسي الملة ، غير ماهر في كلام العرب ؛ وكان من بلاد آذربايجان والمباحث التي لأبي علي أكثرها مسائل بهمن يار ، تبحث عن غوامض المشكلات.
ومن تصانيف بهمنيار كتاب التحصيل وكتاب الرتبة في المنطق ، وكتاب في الموسيقي ، ورسائل كثيرة ... ومات بهمنيار في شهور سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، بعد موت أبي علي بثلاثين سنة (تاريخ الحكماء (تتمة صوان الحكمة) ص ٩٧) هذا جلّ ما نعرفه من ترجمة بهمنيار وقد أخذ سائر المترجمين له من كلام البيهقي ، فترى الشهرزوري (نزهة الأرواح : ٢ / ٣٨) ينقل كلامه بلفظه دون ذكر القائل.
وقد طبع كتابه «التحصيل» (طهران ١٣٤٩ ـ ه. ش ـ كلية الإلهيات) بتحقيق الأستاذ الشهيد مرتضى المطهري (ره). وقال الاستاذ في مقدمته على الكتاب :
«من البعيد بقاء بهمنيار على المجوسية مع ما نرى من نظراته وسياق فكره في مسائل التوحيد والخير والشر ، وأن ذلك لا ينتظم مع العقائد المجوسية».
ومما يوضح اتصال بهمنيار بأبي علي ما كتبه الشيخ في المباحثة الثالثة مخاطبا له ـ كما يظهر ـ :
«وذلك غير ما كنت أتوقّعه منه ـ وهو لي كالولد ، بل ألحّ من الولد وأحبّ ، وقد علّمته وأدّبته وبلغت به المنزلة التي بلغها ؛ فما كان له في ذلك التبليغ آخر غيري يقوم فيه مقامي ...».