تشيعه كما رجح ذلك اكثرهم ، ولماذا كان المفضل لعلي (ع) على غيره والقائل بانه هو الخليفة الشرعي بعد رسول الله (ص) اسوأ حالا ممن كان يقول في حجر بن عدي الكندي الصحابي الجليل ، لقد كفر بالله كفرة اصلع ، كأبي بردة بن ابي موسى الاشعري وعروة بن الزبير وامثالهما من السبابين الفحاشين الذين قد اكثر البخاري من الرواية عنهم ، وهم اسوأ حالا من الخوارج الذين كانوا يكفرون جميع المسلمين ويستحلون دماءهم واموالهم لمجرد انهم لم يقفوا إلى جانبهم في المعارك التي دارت بينهم وبين الامويين ، ولم يقروا آراءهم التي لا ترتكز على اساس صحيح من العلم والدين والمنطق ، مع العلم بانه قد عاصر الامامين الهادي والعسكري (ع) ولا بد وان يكون قد ادرك الامام الجواد ولم يرو عنهم شيئا كما وانه لم يرو عن الائمة الصادق والكاظم والحسن الزكي ، ولا عن غيرهم من السادة العلويين والرواة لاحاديث اهل البيت الذين عاصرهم وعرف عن نشاطهم قي جمع الحديث وتدوينه وتصفيته في الفترة التى مر بها في معالجة هذه المواضيع.
ومجمل القول ان الشيخ محمد بن اسماعيل البخاري ، مع انه وجد في عصر كانت مدارس الفقه والحديث في منتهى نشاطها عند جميع الفرق والمذاهب الاسلامية ونشاط الشيعة كان بارزا ملموسا في اوائل القرن الثالث الذي ظهر فيه البخاري في مختلف العواصم والمناطق الاسلامية. لا سيما الكوفة وبغداد وقم وغيرها من المدن الكبرى التي كانت تجمع العشرات ممن تفرغوا لدراسة الحديث وتدوينه ، ومع ذلك فلم يرو عن احد منهم. ولا عن الائمة الثلاثة الذين عاصرهم ، ولا عن الامام الصادق (ع) مؤسس مدرسة الفقه والحديث وولده الامام موسى بن جعفر ، ولا عن احد من العلويين كزيد بن علي وغيره. مع العلم بان زيد بن على قد ترك اثرا في الفقه والحديث ، من ابرز مؤلفات ذلك العصر ، وترك تلاميذ