الائمة (ع) آلاف المؤلفات كما تدل علي ذلك الفهارس المخصصة لاحصاء مؤلفات الشيعة (١).
هذه المؤلفات علي سعتها اكثرها من مرويات الامامين الصادق وابيه محمد الباقر ، وهي لا تتعدى احاديث الرسول واقضيه على وفتاويه خلال ثلاثين عاما قضاها بعد وفاة الرسول في نشر العلم والاثار الاسلامية ومع ذلك فالبخاري لم يرو عنه في صحيحه سوى تسعة عشر حديثا ، بينما روى عن ابي هريرة اكثر من اربعمائة وخمسين حديثا ، وعن انس بن مالك المعروف بعدائه لعلي (ع) اكثر من مأتي حديث ، وقد تجاهل الحسن بن علي (ع) الذي نشأ في احضان الرسول وتخرج من مدرسة علي أمير المؤمنين (ع) وبقي بعد جده وابيه منهلا لرواد العلم ومصدرا كريما لكل مسترشد يروي لهم احاديث جده ، ويعلمهم احكام الاسلام كما نزلت من عند الله ، ومع ذلك فلم يروعنه البخاري شيئا وروي عن عبد الله ابن الزبير ، وعده صحابيا فوق الشبهات والاهواء مع انه هو والحسن بن علي (ع) في سن واحدة تقريبا ، وهو الذي ترك الصلاة على النبي اربعين يوما عداوة لعلي وال علي (ع).
هذه المواقف من البخاري مع الشيعة وائمة الشيعة من الصعب ان يجد لها الباحث تفسيرا مقبولا لاسيما وهو يروي عن الخوارج والنواصب وامثالها من المنحرفين والمفسرين في الشهوات والمنكرات وجميع الآثام.
وإذا قلنا ان البخاري لا يروي عن الشيعة ولاعن ائمتهم ، فلا نقصد من ذلك ان صحيحه خال من الشيعة ، وانما الذي نعنيه ان الشيعة في عصره وقبله ان لم يكونوا ابرز من غيرهم في جميع الميادين والمواضيع العلمية ، فلا اقل من انهم كانوا كغيرهم من علماء السنة ومحدثهم وقد
__________________
(١) انظر الفهرست في اسماء المؤلفين من الشيعة والنجاشي وغيرهم.