على حد تعبيره ، ويبدو من كلامه ان الحسن انما كان مرضيا عنده حيث سلم الامر لمعاوية لا لفضائله التي لا تحصى ولا لان الرسول اشاد بفضله. ولم يشأ ان يمر بالحديث كمؤرخ يعرض الحوادث ولا يحقق فيها كغيره من المؤرخين القدامى ، لم يشأ ان يمر به بدون ان يعبث في تأويله ، فقال ان المراد بالاثني عشر الذين اخبر الله بهم اسماعيل النبي حينما بشره بمحمد (ص) واخبر عنهم النبي الكريم كما جاء في رواية البخاري فقال ان المراد بهم الراشدون الاربعة وعمر بن عبد العزيز والباقون من خلفاء بني العباس من غير ان يعين احدا منهم باسمه ووصفه وقد أورد هذا الحديث بالاضافة إلى البخاري كل من مسلم في صحيحه واي داود في جامعه واحمد بن حنبل في مسنده واخرجه الطبراني واضاف إليه لا تضرهم عداوة من عاداهم كما رواه اكثر المحدثين في مجاميعهم وصحاحهم بصيغ قد يختلف بعضها عن البعض الاخر مع الاتفاق على العدد الذي ذكرناه وفي بعضها ما يشير إلى انهم من ذريته بنحو لا ينطبق الا على الائمة الاثني عشر (ع).
وفي باب ما يكره من التنازع روى عن عروة عن خالته عائشة انها قالت : ان رسول الله (ص) قال في مرضه : مروا ابا بكر يصلي بالناس قالت عائشة قلت : ان ابا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع من البكاء فمر عمر يصلي ، فقال : مروا ابا بكر فليصل بالناس ، قالت عائشة قلت لحفصة : قولي ان ابا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء تمر عمر ليصلي بهم ، ففعلت حفصة ، فقال رسول الله : انكن لأتتن صواحب يوسف مروا ابا بكر ، قالت حفصة : ما كنت لاصيب منك خيرا ، وتكرر هذا الحديث بهذا النص ، وبما هو قريب منه في المجلدات الاربعة من الصحيح للبخاري (١).
__________________ـ
(١) انظر ص ٢٦١ / ج ٤.