هذا الحديث في كتاب الاطعمة والاشربة من الصحيح (١).
وروى عن جابر بن سمرة انه قال : سمعت النبي يقول يكون بعدي اثنا عشر اميرا وقال كلمة لم اسمعها فقال ابي انه قال : كلهم من قريش.
ومن المعلوم ان النبي (ص) لم يقصد بالخلفاء الاثني عشر امراء الامويين لأنهم اكثر من ذلك ولا العباسيين ايضا لان حكام الامويين من بعده اربعة عشر حاكما وإذا اضفنا إليهم من يسمونهم بالراشدين بلغوا ثمانية عشر خليفة ، والعباسيين اكثر من عشرين حاكما ، فلا ينطبق هذا العدد الا على الائمة الاثني عشر (ع) من ذريته وجاء في بعض المرويات الشيعية وبعض المرويات السنية عن النبي ما يؤكد انهم هم المعنيون من هذا العدد لا غيرهم.
وقد اكثر الحافظ ابن كثير في ص ١٥٣ من المجلد الاول من تاريخه البداية والنهاية من اللف والدوران في تأول الحديث بما يتفق مع عقيدته ليسد الطرين على الرافضة على حد تعبيره بعد ان رأى ان الحديث لا ينطبق على الاثني عشر من ذرية الرسول وانطلق من الحديث المذكور إلى اسطورة السرداب في سامرا وانكار الامام الثاني عشر ، فقال بأن ما يعتقده الشيعة هوس في الرؤوس وهذيان في النفوس لا حقيقة له ولا في ولا اثر ولم يستطع ان يكتم حقده ونصبه على أهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهر نفوسهم مما تحمله نفس الحافظ ابن كثير وامثاله من الحقد والكذب.
فقال : ان ما يسمونهم بالائمة كانوا عاديين كغيرهم من الرعايا وليس فيهم الا عليا لانه من الراشدين والحسن حيث سلم الامر لمعاوية
__________________ـ
(١) والضب حيوان اشبه بالحرذون في تفصيله قبيح الشكل والمنظر يكثر وجوده في البوادي ويتخذ جحرا له في الرمال يقتات على حشرات البر ، وكان الطعام المفضل لعرب الصحراء وهو من الحرمات عند الشيعة لانه من نوع الحشرات.