ومنهم محمد بن خالد البرقي ومحمد بن مسعود السمر قندي المعروف بالعياشي وغيرهم ممن نص اصحاب الفهارس على انهم قد الفوا في احوال الرجال ووضعوا اصول علم الدراية في القرن الثالث واوائل القرن الرابع ، قد اكد ذلك الشيخ الطوسي قي العدة ، وجاء فيها ان الطائفة ميزت الرجال الناقلين لهذه الاخبار فوثقوا الثقاة منهم ، وضعفوا الضعفاء ، وفرقوا بين من يعتمد على حديثه وروايته ، ومن لا يعتمد عليه ، ومدحوا الممدوحين ، وذموا المذمومين ، وقالوا فلان متهم في حديثه : وفلان كذاب ، وفلان مخلط ومخالف في المذهب والاعتقاد الى غير ذلك من الطعون التي وصفوا بها الرواة والمحدثين ، واضاف الى ذلك انهم صنفوا في ذلك الكتب ، واستثنوا الرجال من جملة ما رووه من التصانيف في فهارسهم ، حتى إذا واحدا منهم إذا انكر حديثا نظر في اسناده وضعفه بروايته واصبحت هذه الطريقة عادة لهم لا تنخرم ولولا ان العمل بما يسلم من الطعون جائز ، لا يكون فائدة لما شرعوا فيه من التضعيف والتوثيق (١) هؤلاء وغيرهم من المؤلفين في الحديث واحوال الرجال وشروط الرواية واقسامها الذين بذلوا كل ما لديهم من الامكانيات لتصفية الحديث من الموضوعات ومن المشتبهات هؤلاء وضعوا الاساس للمتأخرين ، وكانوا الركيزة التي اعتمدها لمحمدون الثلاثة ، محمد بن يعقوب الكليني ، ومحمد بن بابويه الصدوق ، ومحمد بن الحسن الطوسي في اختيار مجاميعهم الاربعة (٢) تلك المؤلفات التي اعتمد مؤلفوها على كتب القميين وغيرهم من اصحاب الائمة وتلاميذهم كالاصول الاربع التي كانت بمجموعا محلا لثقة الرواة والمحدثين ، من حيث معرفتهم بمؤلفيها ووثوقهم بصحة ما فيها من المرويات ، هذا بالاضافة
__________________
(١) ص ٥٣ من العدة.
(٢) الكافي للكليني ، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق ، والتهذيب والاستبصار للطوسي.