ولم يحدث عنهم بتلك القسوة بشتى الاساليب الا بعد ان تكتل فريق منهم بقصد الفتك بالرسول ، واحباط مساعيه. تضامنا مع مشركي قريش وغيرهم من العرب ، وما كان وقوف الاثني عشر رجلا الذين اشارت إليهم الآية ٦٤ من سورة برائة ، في طريق الرسول للفتك به وهو راجع من غزوة تبوك الا احدى المحاولات التي تعاقد المتآمرون على تنفيذها ، ومما لا شك فيه ان وراء هؤلاء الاثني عشر عدد كبير ، كان ينتظر نجاح المؤامرة ليقوم كل بدوره المعدله ، وقد بلغ الحال بالمنافقين انهم كانوا يسهلون للمشركين واليهود احتلال المدينة ليناصروهم على محمد (ص) كما تشير إلى ذلك الاية ١٤ من سورة الاحزاب.
قال تعالى : «ولو دخلت عليهم من اقطارها ، ثم سألوا الفتنة لأتوها ، وما تلبثوا بها الا يسيرا».
وجاء في تفسيرها. لو دخل المشركون المدينة وطلبوا من المنافقين قتال المسلمين لاجابوهم إلى ذلك.
وعن قتادة ان المقصود بالآية لو دخل المشركون إلى المدينة ، وطلبوا من المنافقين الدخول معهم في الشرك لاسرعوا إلى اجابتهم.
ومجمل القول ان هذه للآيات على كثرتها توحي بوجود مجموعة من المنافقين قد تستروا بالاسلام لها اثرها وفعاليتها كانت تعمل بالخفاء للقضاء على الدعوة الاسلامية ولو بالفتك بالرسول ، أو باعلان العصيان والتمرد عليه داخل المدينة وخارجها ، بعد ان عجزوا عن مقاومته مع صفوف المشركين في المعارك التي دارت بينهم وبينه ووترهم بابائهم وابنائهم وعشائرهم ومعتقداتهم واضطرهم إلى الاستسلام واطاح بامجادهم والغى جميع الامتيازات التي كانوا يتمعون بها ، ويتحكمون