يزيده بيانا قوله تعالى : (ولكل قوم هاد) وهذا عام في كافة الناس ، فثبت له الانذار بالوحي العزيز ولذريته أيضا إلى آخر انقطاع التكليف بدليل قوله تعالى : (ولكل قوم هاد).
ومنها قوله تعالى : (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) (١) فرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على بينة من ربه ، وعلي عليهالسلام الشاهد.
فلو كان لفظ «الشاهد» في الذكر العزيز مطلقا على سبيل العموم لشرك عليا عليهالسلام غيره في كونه شاهدا ، فلما اراد تعالى إفراد أمير المؤمنين عليهالسلام بالامامة ، خصص ذلك العموم بقوله تعالى : (شاهد منه) فهذا التخصيص أوجب له الامامة.
وأبان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ان هذه الآية إنما اتت لتخصيصه بالامامة بما قد نطق [به] الخبر الصحيح.
فمن ذلك ما ذكره البخاري في الجزء الرابع من صحيحه من أجزاء الثمانية قريبا من آخره في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام بالاسناد المقدم قال البخاري وقال عمر : توفي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو عنهه هراض (٢) وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت مني وأناا منك (٣).
وقد ذكر ايضا ذلك أحمد بن حنبل في مسنده من رواية ابن آدم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي (٤).
__________________
١ ـ سورة هود : ١١ / ١٧.
٢ و ٣ ـ يراجع صحيح البخاري ٥ / ١٨ باب مناقب علي بن أبي طالب عليهالسلام.
٤ ـ ينظر فضائل لصحابة ٢ / ٥٩٤ ، مسند احمد ٤ / ١٦٥ ، صحيح الترمذي ٥ / ٦٣٦ ، مناقب ابن المغازلي / ٢٢١ ، مناقب الخوارزمي / ١٣٤.