قد ورد لفظ «أهل البيت» في الذكر الحكيم مرتين قال سبحانه : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (الاحزاب / ٣٣).
وقال سبحانه : (قالوا أتعجبين من أمر الله * رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) (هود / ٧٣).
واللفظة مركبة من كلمتين وهما «الاهل» و «البيت».
اما «الاهل» فلا يحتاج إلى مزيد تحقيق في تحديد معناه في الكتاب والسنة واللغة ، فإن تلك اللفظة تستعمل فيمن كان له علاقة قوية بما أضيف إليه ذلك اللفظ ، فأهل الامر والنهي هم الذين يمارسون الحكم والبعث والزجر ، وأهل الانجيل هم الذين لهم اعتقاد به ويصدرون عن حكمه ، وأهل الاسلام لمن له علاقة به وعنه يأخذون الحلال والحرام ، وبذلك يعلم معنى أهل الرجل وأهل الماء وأهل الحل والعقد وإنما المهم في المقام الذي يترتب عليه الاثر المهم ، تحديد معنى البيت لغة واستعمالا ، وإليك البيان :
ما معنى «البيت» لغة واستعمالا؟
أجمعت المعاجم على أن البيت يطلق ويراد منه دار الرجل ومسكنه.
قال سبحانه : (ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم ...) (النور / ٢٩).
فإذا كان البيت هوالمأوى والمنزل ، فله مراتب ودرجات ، فالقصر الشاهق بيت كما أن الخبأ المصنوع من الصوف والشعر أيضا بيت ، إلى أن عد القرآن نسيج العنكبوت بيتا له قال سبحانه : (إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) (العنكبوت / ٤١).
هذا ما يركز عليه اللغة ، ولكن له معنى آخر يستعمل فيه حقيقة أو مجازا ، وهو أنه يطلق البيت ويراد منه مكامن الشرف وجماعه ، فيقال «بيت العرب» أي شرفها.
قال ابن منظور : وبيت العرب شرفها ، والجمع : البيوت ، ثم يجمع بيوتات ،