١٢٤ ـ ومن تفسير الثعلبي بالاسناد المقدم قال : أخبرني ابن فنجويه قال : حدثنا ابن حيان [قال :] حدثنا إسحاق بن مجه ، حدثنا أبي ، حدثنا إبراهيم بن عيسى ، حدثنا علي بن علي ، حدثني أبو حمزة الثمالي ، حدثني عبد الله بن الحسن قال : حين نزلت هذه الاية : (وتعيها أذن واعية) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : سألت الله عز وجل أن يجعلها أذنك يا علي.
قال علي : فما نسيت [شيئا] بعد ذلك ، وما كان لي أن أنساه (١).
قال يحيى بن الحسن : واعلم أن هذا الفصل قد جمع من الوحي العزيز أشياء ، كل واحد منها يوجب لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه ولاء الامة وفقد النظير.
منها قوله تعالى : (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) (٢) ومن اخبر الله سبحانه عنه انه مع ذهاب نبيه يقوم مقامه في استيفاء حقه تعالى ممن كفروا شرك وانه قد شرك نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم في الانتقام من أعدائه تعالى ، وذلك هو السبب في إقامة دين الله تعالى وما يشرك النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في ذلك ويقوم مقامه إلا من قام مقامه في ولاء الامة بعده بدليل لفظ القرآن العزيز.
ومنها قوله سبحانه وتعالى : (وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) (٣) وكان جواب الرسل صلى الله عليهم الاقرار بالله تعالى وبالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وبولاية مولانا أمير المؤمنين صلى الله عليه ، فما بعد هذا بيان يلتمس لانه تعالى قد كلف رسله السابقين بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم الاقرار بولاية علي عليهالسلام بعد الاقرار بنبوة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
١ ـ يراجع حلية الاولياء ١ / ٦٧ ، شواهد التنزيل ٢ / ٢٧٠.
٢ ـ سورة الزخرف : ٤٣ / ٤١.
٣ ـ سورة الزخرف : ٤٣ / ٤٥.