ثم أوضح تعالى القصة بأن المماثلة حقيقية وأن منكرها جدل خصيم بقوله تعالى : (ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الارض يخلفون) (١) لانه لما قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» (٢) لعلمه بأن عليا يعيش بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم وأن هارون مات في حياة موسى.
ومتى لم يستثن النبوة في جملة المنازل تثبت له من منازل هارون من موسى ما لم يستثنه في اللفظ ، وما هو مستثنى في العرف وهو الاخوة من النسب ، ويثبت له الخلافة وفرض الطاعة.
وكذلك لفظ الكتاب العزيز لانه لما أراد القديم تعالى المماثلة وإمضاء ما نطق به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلم القديم تعالى انه ربما توهمت النبوة من حيث المماثلة فقال تعالى مبينا حال الخلافة دون النبوة لينفي تعالى حال توهم النبوة وليثبت تعالى له الخلافة فقال تعالى : (ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الارض يخلفون) (٣) فحصصه تعالى بالخلافة دون النبوة إذ لا نبوة بعده.
وقوله تعالى : «ملائكة» تعظيما لامره لموضع توهم الامة أن الملائكة أفضل من بني آدم.
وفي قوله سبحانه وتعالى : (منكم) ادل دليل على اختصاصها بمولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه لان عليا عليهالسلام من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بدليل قوله : (ويتلوه شاهد منه) (٤).
__________________
١ ـ سورة الزخرف : ٤٣ / ٦٠.
٢ ـ يراجع مسند احمد ٣ / ٣٢ و ١ / ١٧٧ و ١٧٩ ـ ١٨٢ ـ ١٧٤.
٣ ـ سورة الزخرف : ٤٣ / ٦٠.
٤ ـ سورة هود : ١١ / ١٧.