وبدليل قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «علي مني وأنا من علي» (١) وقد تقدم بيان ذلك مستوفى.
ومنها قوله سبحانه وتعالى : (وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) (٢) واختصاص هذه الآية بهم غير مختلف فيه.
ويدل على صحة ذلك قول أمير المؤمنين عليهالسلام وقسمه بالله تعالى على ذلك وقوله : «لتعطفن عليكم هذه الآية» بعد القسم.
يوضح ذلك ويزيده بيانا قوله عليهالسلام : «من أراد أن يسأل عن أمرناو أمر القوم فإنا منذ خلق السموات والارض على سنة موسى وأشياعه وإن عدونا منذ خلق الله السموات والارض على سنة فرعون وأشياعه».
وسنة موسى وأشياعه لم تكن منذ خلق الله السموات والارض ولا سنة فرعون وأشياعه ايضا ، وإنما هذا القول منه صلىاللهعليهوآلهوسلم على سبيل المبالغة مثل قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد قبل أن يخلق الله تعالى آدم بأربعة عشرة الف عام ، فلم يزل في شئ واحد ، يسبح الله ذلك النور ويقدسه ، فلما خلق الله تعالى آدم أسكن ذلك النور في صلبه إلى ان افترقنا في صلب عبد المطلب ، فجزء في صلب عبد الله وجزء في صلب أبي طالب (٣).
[هكذا] ذكره احمد بن حنبل.
__________________
١ ـ ينظر مسند احمد ٤ / ١٦٥ ، ٥ / ٣٥٦ ، ٤ / ٤٣٧ ، فضائل الصحابة ٢ / ٥٩٤ و ٦٥٦.
٢ ـ سورة النور : ٢٤ / ٥٥.
٣ ـ فضائل الصحابة ٢ / ٦٦٢ ونظيره في مناقب ابن المغازلي / ٨٧.