(إخوانا على سرر متقابلين) المتحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض (١).
١٩٧ ـ ومن طريق الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الشافعي الواسطي بالاسناد المقدم قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن عبد الله بن شوذب ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني محمد بن الحسين الزعفراني ، قال : حدثني أحمد بن أبي خيثمة ، حدثني نصر بن علي ، حدثني عبد المؤمن بن عبادة ، عن عمار بن عمر ، قال حدثني يزيد بن معن ، حدثني عبد الله بن شرحبيل ، عن رجل من قريش عن زيد بن أرقم قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : إني مواخ بينكم كما آخا الله بين الملائكة ، ثم قال لعلي : أنت أخي ورفيقي ، ثم تلا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هذه الاية : (إخوانا على سرر متقابلين) الاخلاء في الله ، ينظر بعضهم إلى بعض (٢).
قال يحيى بن الحسن : اعلم ان هذا الفصل قد جمع من الوحي العزيز أشياء كلها توجب فقد النظير لمولانا أمير المؤمنين علي عليهالسلام والسيادة وولاء الامة :
منها قوله سبحانه وتعالى : (أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) (٣). وهو الذي بعثه الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لاستيفاء حق الله تعالى ممن كفر وهو الذي يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على تنزيله.
فقد استوى القتالان لان منكر التنزيل جاحد لقبوله ومنكر التأويل جاحد لقبول العمل به.
وهذه منزلة لا يستحقها بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا من هو مستحق للامر بعده ، لان استيفاء حق الله تعالى ممن عاند وجحد وكفر لا يكون إلا بيد رسوله أو من قام مقامه
__________________
١ ـ فضائل الصحابة ٢ / ٦٣٨.
٢ ـ تاريخ مدينة دمشق ترجمة الامام علي بن أبي طالب ١ / ١٢١.
٣ ـ سورة الحجرات : ٤٩ / ٣.