في وجوب الاقتداء والاتباع.
ومنها [قوله] : (فاستوى على سوقه) (١) وإذا كان الاسلام به قد استوى على سوقه ، فقد قام مقام كل معجز للرسول ومقام كل مجاهد بين يديه ، لان طلب الاعجاز والجهاد لقيام الاسلام على سوقه ، وإذا كان ذلك حاصلا بسيفه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد قام مقام ذلك كله ، ومن كان كذلك أحق بالاتباع.
ومن ذلك قوله تعالى : (واجعل لي وزيرا من أهلي) (٢) وطلب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك لعلي عليهالسلام على حد طلب موسى عليهالسلام لهارون عليهالسلام ليدل بذلك على انه مستحق منه من المنازل ما كان يستحقه هارون من موسى.
وهارون كان أخا موسى لابيه وأمه وكان نبيه ، وكان خليفته بدليل قوله تعالى : (واذ قال موسى لاخيه هرون اخلفني في قومي) (٣) فأمير المؤمينن عليهالسلام لم يكن أخا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لابيه وأمه ، وإنما هي اخوة الدين والاصطفاء ، وذلك معلوم لا يحتاج إلى دليل.
والنبوة داخلة في جملة منازل هارون ، وهارون مات قبل موسى ، والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم علم أن عليا عليهالسلام يعيش بعده ، فاستثنى النبوة بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في مواضع عديدة : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا بني بعدي» (٤) لانه لو لم يستثن النبوة لتوهمت في جملة المنازل ، فصريح النسب مستثنى بالعرف والنبوة مستثناة بلفظه صلىاللهعليهوآلهوسلم فبقي له منه صلى الله عليهما وآلهما ما نطق به الوحي العزيز ، ولم يدخل
__________________
١ ـ سورة الفتح : ٤٨ / ٢٩.
٢ ـ سورة طه : ٢٠ / ٢٩.
٣ ـ سورة الاعراف : ٧ / ١٤٢.
٤ ـ ينظر كتاب «العمدة» الفصل السادس عشر.