الآية أنَّ الكافرين خاطبوا المؤمنين ، لأنّهُ لو كان كذلك لوجب أن يقال : ما سَبَقْتُمُونا إلْيهِ ، فعلم أنّ معناه : قالَ الَّذينَ كَفَرُوا عَنِ الَّذينَ آمنوا.
السادسُ رُبَّ : وهي للتقليل ، ولها صَدْرُ الكلام ، وتختصّ باسم نكرة موصوفة على الأصحّ ، نحو : رُبَّ رَجُلٍ كَريمٍ لَقِيْتُه ، وقد تدخل على مضمر مُبهم مُبيّن بنكرة مَنْصُوبة نحو : رُبَّهُ رَجُلاً ، وقد تستعمل للتكثير ، نحو : رُبَّ تالِ القُرْآنِ وَالْقُرآنُ يَلْعَنُهُ ، و واو رُبّ : نحو قول الشاعر :
وبَلْدَةٍ لَيْسَ لَها أنيسٌ |
|
إلَّا الْيعافيرُ وَإلَّا الْعيسُ (١) |
السابعُ عَلىٰ : وهِيَ للاستعلاء ، إمّا حقيقة ، نحو : زيدٌ على السطح ، أو مجازاً ، نحو : عليه دَيْن ، وقد يجيء بمعنى في ، نحو : «إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ» (٢) ، أي : في النار ، وتدخل على المظهر والمضمر كما مرّ.
الثامِنُ عَن : وهي للمجاوزة ، إمّا حقيقة ، نحو : رَمَيْتُ السَّهْمَ عَنِ القَوْسِ ، أي : تجاوز عن القوسِ ، وإمّا مجازاً ، نحو : بَلَغَني عن زَيدٍ حَديث ، ومعناه تجاوز عنه حديث. وتدخل على المظهر كما ذكر وعلى المضمر ، نحو : «وَرَضُوا عَنْهُ» (٣).
____________________________
(١) يعنى : بسيار شهرى است كه نيست او را انيسى ، مگر گوساله هاى وحشى وشترهاى سفيد مايل به سرخى.
(٢) الانعام : ٢٧.
(٣) البيّنة : ٨.