مدينة القيروان
وهي في الإقليم الرابع.
وبعدها عن خط المغرب ، إحدى وثلاثون درجة ، وهي قاعدة إفريقية وحصنها. وهي كبيرة جليلة ، ليست قديمة بنيت في خلافة معاوية بن أبي سفيان (١).
وذلك أنه لما وليّ معاوية عقبة بن نافع العصوني القرشي أرض مصر وافريقية ، اختط مدينة القيروان. وكانت قبل ذلك غيضة وشعارا (٢) لا يرام ، ولا تدخل من كثرة السباع والأسد والحيات. ودعا الله عليها فلم يبق (٣) منها شيء إلّا خرج هاربا عنها ، حتى كانت السباع والأسد تحمل أولادها في أفواهها وبأيديها ، فسمّي بأبي الربيع.
__________________
(١) فتوح البلدان ٢٦٩ ، اختطها معاوية بن حديج ، وفي مكان آخر (٢٧٩) ، مصّرها عقبة بن نافع الفهري وفي البلدان ٣٤٧ ، اختطها عقبة بن نافع سنة ٦٠ ه. والعصوني ، لم أهتد إليه.
(٢) في المطبوع (غيضا وشعار) وفي فتوح البلدان (غيضة وشجر) ومنه ضبطنا الكلمة الأولى.
(٣) في المطبوع (يبقى).