ولا يكون نكرة غير مقصودة ، لأنّه من غير المفهوم أن نستغيث بما لا تقصد ، ويخالف المنادى أيضا في أنّه قد يكون محلّى بأل.
فإذا أخذنا أمثلة المجموعة الأولى وجدنا لاما داخلة على المستغاث به (لرجل ـ لعلي ـ للزكاة ... الخ) ، وهذه اللّام حرف جر ، وهي ومجرورها متعلقان بـ (يا) لأنّها هنا بمعنى (التجيء).
ولكن إذا دققنا في هذه الأمثلة رأينا للاستغاثة مع اللّام أساليب ثلاثة :
فقد يكون المستغاث به غير معطوف عليه. كما في المثال الأوّل والثّاني (يا لرجل الدّين ـ يا لعلي ...).
وقد يكون معطوفا عليه كما في المثال الثّالث (يا للزكاة ـ يا للعطاء) ، وذلك بتكرار (يا) ، وقد يكون معطوفا عليه من غير (يا) كما في المثال الرّابع من المجموعة الأولى. أمّا المستغاث له فقد يذكر مجرورا باللّام كما في المثال الأوّل ، أو مجرورا بمن كما في المثال الثّاني. وقد لا يذكر حرف الجرّ.
ـ ولو أخذنا من المثل المستغاث به (لرجل الدّين ـ لعلي ـ للزكاة للعطاء ، للعلم ، للأدب). وجدنا أن لام المستغاث مفتوحة دائما عند ما تسبقها (يا) فإن سبقتها (واو) العطف من غير تكرار (يا) كسرت كما في المثل (يا للزكاة ـ يا للعطاء) ؛ أمّا لام المستغاث لأجله ، فمكسورة دائما ، وهي ومجرورها متعلّقان بـ (يا) كما تعلّق بها المستغاث به ولامه ، أمّا أمثلة المجموعة الثّانية فلا نجد بها مستغاثا به ولا مستغاثا لأجله. ولكن نجد أساليب على صورة الاستغاثة يقصد بها التّعجب من شدّة الشّىء أو كثرته.