فبتّ لدى البيت العتيق أريغه |
ومطواي مشتاقان له أرقان |
هذا البيت من قصيدة ليعلى الأحول الأزدي ، قالها وهو محبوس في مكة أيام عبد الملك بن مروان. وأريغه : أطلبه. وفي رواية : أشيمه : أي : أنظر إليه. ومطواي : مثنى : مطو ، بكسر الميم وضمها : الصاحب.
والبيت شاهد على أن بني عقيل وبني كلاب يجوّزون تسكين الهاء ، كما في قوله «له» بسكون الهاء. وهي لغة لأزد السراة أيضا ويروى البيت : (ومطواي من شوق له أرقان) وعليه ، لا شاهد له. [الخزانة / ٢ / ٢٢٤].
(١٧) غير مأسوف على زمن |
ينقضي بالهمّ والحزن |
البيت لأبي نواس ، الحسن بن هانئ ، وبعده :
إنّما يرجو الحياة فتى |
عاش في أمن من المحن |
وأبو نواس ، ليس ممن يستشهد بكلامه ، وإنما تأتي أبياته في كتب النحو للتمثيل. وكذلك يكثر التمثيل بأبيات المتنبي مع أنه متأخر. والرأي عندي أن الاستشهاد بشعر المتنبي وأبي نواس خير من الاستشهاد بكثير من الشعر الذي يقال إنه جاهلي وهو غير معروف النسبة ، أو معروف النسبة ولكنه غير موثوق بروايته ، كالشعر الذي ينسب إلى ملوك اليمن وتبابعتهم وأمثالهم. والذي ينسب إلى الزبّاء.
والبيت ، مثال لإجراء غير قائم الزيدان ، مجرى (ما قائم الزيدان) لكونه بمعناه. [الخزانة / ١ / ٣٤٥].
(١٨) لأصبح الحيّ أوبادا ولم يجدوا |
عند التفرّق في الهيجا جمالين |
وقبله :
سعى عقالا فلم يترك لنا سبدا |
فكيف لو سعى عمرو عقالين |
البيتان قالهما عمرو بن العدّاء الكلبيّ. وعمرو : في البيت الثاني ، هو عمرو بن عتبة ابن أبي سفيان ، استعمله معاوية بن أبي سفيان على صدقات كلب ، فاعتدى عليهم.
وقوله : سعى : في الموضعين ، من : سعى الرجل على الصدقة ، أي : الزكاة ، عمل في