(٨٨) يا ربّ غابطنا لو كان يطلبكم |
لاقى مباعدة منكم وحرمانا |
البيت لجرير. من قصيدة هجا بها الأخطل.
والبيت شاهد على أنّ إضافة غابط إلى الضمير للتخفيف لا تفيده تعريفا بدليل دخول «ربّ» عليه وهي مختصة بالنكرة. يقول : ربّ رجل يظن أنا نظفر منكم بما رغبناه وأنكم تبذلون لنا من فضلكم ما أملناه ، فيغبطنا على ذلك ولو طلب وصلكم كما نطلب لم يظفر منكم بشيء مما كان يرغب. [سيبويه / ١ / ٢١٢ ، والدرر / ٢ / ٥٦ ، وشرح التصريح / ٢ / ٢٨ والأشموني ٢ / ٢٤٠ ، والهمع / ٢ / ٤٧].
(٨٩) يا حبذا جبل الريان من جبل |
وحبذا ساكن الريان من كانا |
|
وحبذا نفحات من يمانية |
تأتيك من قبل الريّان أحيانا |
البيتان لجرير.
وقوله : يا حبذا. يحتمل «يا» للنداء. والمنادى محذوف كأنه قال : يا قوم حبذا.
وقوله : من جبل : في موضع نصب على التمييز.
وقولهّ : «من كانا» من : فيه أقوال : قيل : هو تمييز ، وما بعدها صفة وقيل : من : إستفهامية خبر كان المقدم والتقدير : أي شيء كان فإني أحبه ، وقيل : بدل من «ساكن» واسم كان مستتر عائد على «من» والخبر محذوف.
والبيت الثاني شاهد على أنه قيل : الاسم الذي بعد «حبذا» عطف بيان لذا ، ويرده هذا البيت فإن المعرفة لا تبين بالنكرة.
وحبذا : فيها إعرابات : الأول : خبر مقدم.. وما بعدها مبتدأ ، وقيل : حبذا : مبتدأ ، خبرها ما بعدها. ويجوز كون المخصوص خبرا لمبتدأ محذوف [الهمع / ٢ / ٨٨ ، والدرر / ٢ / ١١٥ ، وشرح أبيات المغني / ٧ / ١٨٥].
(٩٠) يا حبذا المال مبذولا بلا سرف |
في أوجه البرّ إسرارا وإعلانا |
والبيت شاهد : على أن «مبذولا» حال ، لا تمييز. وتنفرد «حبذا» من «نعم» بدخول «يا» عليها وبكثرة وقوع تمييز أو حال قبل مخصوص حبذا وبعده. وجاءت الحال هنا بعد المخصوص.