البيت للشاعر القطامي. والحضارة : يريد الأمصار. تقول العرب : فلان حاضر ، وفلان باد. وأيّ رجال. أي : اسم استفهام يدل على الكمال منصوب بـ ترى. وأي الكمالية تضاف إلى النكرة تقول : مررت برجل أيّ رجل. إذا جعلته صفة. وأيّ رجل أخوك : إذا جعلته خبرا ، ويراد به المدح والتفخيم. يقول القطامي : من أعجبته رجال الحضر ، فأيّ أناس بدو نحن. والمعنى : إنّا سادة البدو.
والشاهد في الشطر الأول : أنّ جواب اسم الشرط ـ المرفوع بالابتداء هنا محذوف ، وبالتالي فإن الرابط محذوف ، والتقدير : فلسنا على صفته. وبعد البيت الشاهد :
ومن ربط الجحاش فإنّ فينا |
قنا سلبا وأفراسا حسانا |
|
أغرن من الضّباب على حلال |
وضبّة إنّه من حان حانا |
|
وأحيانا على بكر أخينا |
إذا ما لم نجد إلّا أخانا |
وقوله : قنا سلبا : أي : رماحا طوالا. والضّباب ، وضبه : قبيلتان. وحيّ حلال : نازلون ، كثيرون.
وقوله : من حان.. الخ أي من أهلك بغزونا فقد أهلك.
وقوله : وأحيانا على بكر.. الخ بكر ، أخو تغلب ، والشاعر القطامي تغلبي اسمه عمير بن شييم. يريد : أنهم لاعتيادهم الغارة لا يصبرون عنها ، چتى إذا أعوزهم الأباعد ، عطفوا على الأقارب. وهو يذكر صفة قبيلته وليس ذلك من طبائع العرب الجاهليين بعامّة. والقطامي شاعر إسلامي أموي فهو ابن أخت الأخطل المشهور ، ولكن القطامي كان مسلما ، والأخطل بقي على نصرانيته. [شرح أبيات المغني / ٧ / ٩٥ ، والمرزوقي / ١ / ٣٤٧].
(٩٦) نحن الألى فاجمع جمو |
عك ثم جهّزهم إلينا |
من قصيدة لعبيد بن الأبرص يردّ فيها على تهديد امرئ القيس حين قتل بنو أسد أباه ومطلعها؟ وبعض أبيات منها سبقت في هذا المعجم :
يا ذا المخوّفنا بقتل |
أبيه إذلالا وحينا |
|
أزعمت أنك قد قتلت |
سراتنا كذبا ومينا |
|
نحمي حقيقتنا وبعض القوم |
يسقط بين بيننا |