ليس منسوبا.. وقوله : توالي : أي تتابع. ومراد الشاعر أن إحدى يدي الممدوح تفيد النعم لأوليائه ، والأخرى توقع النقم بأعدائه.
والشاهد : «كلت» يرى الكوفيون أنها مفرد «كلتا» بمعنى إحدى. والأقرب أن تكون «كلت» هي «كلتا» حذفت الألف للضرورة. إن كان قال هذا البيت شاعر.
ويبدو أنه مصنوع لتقوية مذهب الكوفيين فأعجب به بعض علماء النحو الذين يرفضون الاستشهاد بألفاظ الحديث النبوي ، لزعمهم أن ألسنة العجم تداولته ، ومع ذلك يستشهدون بمثل هذا البيت الذي لا يعرف قائله وربما صنعه رجل أعجمي من أهل النحو. [الخزانة / ١ / ١٣٣].
(٦٢) أرّقني الليلة برق بالتّهم |
يالك برقا من يشقه لا يلم |
رجز لم يسمّ قائله :
وقوله : بالتّهم : بفتح التاء والهاء : يريد تهامة.
وقوله : يشقه ، من شاقني الشيء أي : جعلني مشتاقا.
وقوله : يا لك برقا : تعجّب من البرق واستعظام له. وإنما جعله البرق مشتاقا لأنّ حبيبته في تلك الأرض ، وتذكّر بالبرق وميض ثناياها ، فلم ينم. كما قال الشاعر :
تذكرت لمّا أن رأيت جبينها |
هلال الدجى ، والشيء بالشيء يذكر |
والشاهد : «بالتّهم» وأنها بمعنى «تهامة» بكسر التاء ، والنسبة إلى «تهم» بفتح التاء ، تهام ، فالألف عوض من إحدى يائي النسب ، كما في يمان ، إذ هو منسوب إلى «يمن» فقولنا : رجل تهام أي من أهل تهامة والأصل. تهميّ ، لأن «تهما» قد وضع موضع تهامة لكنهم حذفوا إحدى ياءي النسبة وأبدلوا منها ألفا. [اللسان ـ تهم ـ والخصائص / ٢ / ١١١ ، والخزانة / ١ / ١٥٤ ، وفي معجم هارون بقافية (لا ينم)].
(٦٣) وا حرّ قلباه ممّن قلبه شبم |
ومن بجسمي وحالي عنده سقم |
ـ البيت للمتنبي ـ وا حرّ قلباه : أراد أن يقول : وا حرّ قلبي ، بياء المتكلم ويلحق به ألف الندبة ، وكان من حقه أن يقول : وا حرّ قلبياه ، فيفتح ياء المتكلم ، إلا أنه حذف