صادفت أهلا ولقيت مكانا سهلا. ـ
والشاهد : أن الإشارة يصح أن يطلق عليها في اللغة «كلام» وهو نوع من الكلام المعنوي ، لأنه إنما نفى الكلام اللفظي بقوله : ولم تتكلم.. وأثبت الكلام المفهوم من النظر.. حيث أثبت للطرف كلاما.
(٧٠) تزوّد منّا بين أذناه طعنة |
دعته إلى هابي التّراب عقيم |
نسبه في اللسان إلى هوبر الحارثي. ـ وهابي التراب : ما ارتفع ودقّ. ويقال موضع التراب إذا كان ترابه مثل الهباء. والمعنى : يصف رجلا قتله أبطالهم ، ويذكر أنهم طعنوه طعنة واحدة فخرّ فيها ميتا لأنها طعنة خبير بموضع الطعن المميت.. وقد جاءت القافية «عقيم» بالرفع وهي في المعنى من أوصاف «طعنة» وتخرّج على أنها خبر لمبتدأ محذوف على أنها نعت مقطوع ، والطعنة العقيم : النافذة..
وقد روى ابن هشام في الشذور هذا البيت. شاهدا على لزوم المثنى الألف ، وإعرابه بالحركات المقدرة ، لأن «أذناه» في البيت مضاف إليه ، وحقه الجرّ بالياء ولكنه رواه بالألف على هيئة الرفع ـ.
وذكر ابن هشام البيت لتوجيه قراءة «إنّ هذان لساحران» [طه : ٦٣] على أنها لغة بلحارث ، وخثعم..
ولكن البيت مروي في اللسان مجرورا بالياء «بين أذنيه» ولا يختلّ وزن البيت. [شرح المفصل / ٣ / ١٢٨ ، والشذور ، والهمع / ١ / ٤٠].
(٧١) ثمّ انقضت تلك السنون وأهلها |
فكأنها وكأنّهم أحلام |
البيت لأبي تمام.. المتوفى سنة ٢٢١ ه. يصف أيام سروره بلقاء أحبابه بأنها قصيرة ويشبهها بعد أن مضت بحلم يراه النائم ، فكأنه خيال لا حقيقة له. وأبو تمام ممن لا يحتج بشعرهم في اللغة والنحو ، ولكن بعض اللغويين أجاز. الاستئناس بشعره ، لأنه حجة فيما يرويه في الحماسة ، فيكون حجة فيما يقوله.
والشاهد : السنون فهي بدل من (تلك) وتلك فاعل في محل رفع.. وقد جاءت الكلمة بالواو ، لأنها ملحق بجمع المذكر السالم. لأن مفردها «سنة».